رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

 

 

 

 

يشاهد العالم الآن مسلسلاً مصرياً فرعونياً ومن إخراج مصرى، يعتبر من أهم مسلسلات شركة «مارفل» الهوليودية المعروفة بأفلام الأبطال الخارقين، وهو «حارس القمر» Moon Knight، للمخرج محمد دياب.. وموسيقى الفنان الموهوب هشام نزيه.. وبمشاركة عدد من الممثلين المصريين، وهو حدث فنى لو تعلمون عظيم!

والمسلسل يدور فى أجواء من الخيال العلمى داخل عالم من الرموز المصرية القديمة، ومن المتوقع أن يكون واحداً من سلاسل عالم «مارفل» الشهيرة مثل X-Men وSpiderman، ولأن المسلسل ما زال يعرض، وربما لم يلتفت إليه الكثير فى مصر بسبب تزامن موعد عرضه مع موسم الدراما التليفزيونية الرمضانية، ولكن النقاد فى أمريكا وأوروبا يعتبرونه من أهم أعمال شركة «مارفل». . ورغم ذلك لن نتحدث عن الجوانب الفنية والجمالية للمسلسل، ربما فى وقت آخر، ولكن للأسف سنتحدث عن جوانبه السلبية وأقصد من جانب الموظفين المصريين!

مسلسل «حارس القمر» كان من المفروض أن يصور فى مصر، وهذه كانت رغبة مخرجه محمد دياب، فقد كان من أحلامه كما قال فى تصريحات صحفية أن يقدم صورة جميلة عن مصر والقاهرة تختلف عن الصورة النمطية المتخلفة التى هى عبارة عن صحراء ومجموعة جمال وخيول عند سفح الأهرامات.. ولكن للأسف واجهت شركة الإنتاج كالعادة العقلية البيروقراطية الجامدة داخل دهاليز الروتين المصرى، ووضعوا لها الصعوبات وراء الصعوبات وتأخروا فى إصدار التصاريح اللازمة للتصوير داخل مصر، فاضطرت الشركة لأن تقوم بتصوير المسلسل فى بودابست فى المجر!

وحسب قول المخرج دياب إن مشكلة التصاريح هذه أضاعت نحو 3 مليارات جنيه، هى عبارة عن التكاليف الإنتاجية للتصوير داخل مصر التى تم إنفاقها فى المجر، والشىء الأهم الذى ضاع علينا فرصة قيام شركة بحجم «مارفل» بالتصوير داخل مصر، وبحضور نجوم عالميين، فهذه وحدها دعاية مجانية تساوى المليارات.. وكان من الممكن أن تكون أحد العوامل المهمة لعودة شركات الإنتاج العالمية لتنفيذ وتصوير مشروعاتها داخل مصر بدلاً من أن تقوم بتصوير أعمال عن مصر القديمة والفراعنة فى الأردن أو المغرب وكذلك المكسيك!

ومشكلة تصاريح التصوير داخل مصر ليست جديدة، فقد واجهت قبل ذلك الكثير من شركات الإنتاج نفس المشكلة، واضطرت لأن تهرب خارج مصر، بل إن معظم شركات الإنتاج لم تعد تفكر حتى مجرد التفكير فى حكاية التصوير داخل مصر، ولو كلفها ذلك ملايين الدولارات.. ويضيع علينا كالعادة مليارات الجنيهات بالإضافة إلى الخبرة الكبيرة التى سيكتسبها الفنانون والفنيون المصريون بعملهم مع هذه الشركات العالمية، التى تستعين غالباً بعدد كبير من العاملين فى المجالين السينمائى والتليفزيونى فى مصر!

وتابعنا مؤخراً مشكلة المدون ويل سونبوشنر، المعروف باسم «سونى»، وهو لديه أكثر من 8 ملايين متابع على «يوتيوب»، ونحو مليونى متابع على «فيسبوك»، ومعروف أنه من أشهر صانعى محتوى «الستريت فوود» أو أطعمة الشوارع عبر المنصتين، والمتخصص فى استكشاف الأطعمة حول العالم.. وقد نشر سونى أول فيديو عن رحلته إلى مصر فى الخامس من أبريل الماضى، وكان العنوان للأسف «مصر أسوأ مكان للتصوير فى إفريقيا».. وقد سجل الفيديو ملايين المشاهدات، وكان فضيحة بكل المقاييس، ولهذا فإن المشكلة ليست سهلة وتحتاج لتدخل سريع وعاجل وضرورى من الفنانة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة لطرح الموضوع وأبعاده على مختلف الأجهزة المعنية لإنهاء مأساة تصاريح التصوير فى مصر.. وأن يدركوا أن العالم تغير، وأن هناك متغيرات ومستجدات فى الخارج تحتاج إلى تغيير العقليات فى الداخل!

 

[email protected]