رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

نستكمل حديثنا اليوم مع انتقاد محمد قطب أعمال الجماعة الإرهابية فى مصر والتى انتهجت العنف فى مواجهة السلطة، لم يكن انتقاده موجهًا لأفكارهم، بل إنه كان يرى فى تصرف أبناء الجماعة خطأ حركيا يتسم بالاستعجال فى مواجهة السلطة قبل الإعداد الكافى والقدرة.

 قال محمد قطب معلقًا حول مراجعات قيادات الجماعة الإسلامية، نبهت أكثر من مرة إلى خطر الصدام مع الأنظمة السياسية الحاكمة فى العالم العربى، قبل القدرة عليه، وقبل أن يفهم الناس المحكومون بهذه الأنظمة معنى كلمة التوحيد وضرورة الحكم بما أنزل الله، ودليلى على ذلك قوله تعالى (وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين)، فقيادات الجماعة الإسلامية كانت تفتقد إلى الوعى والخبرة، الخبرة فى كيفية مواجهة الأنظمة السياسية التى يجب التهيئة لها عبر «فترة طويلة من الإعداد والتربية»، لقد كان كتابة «الإنسان بين المادية والإسلام» علامة فارقة فى حياته، يروى فى المقدمة أن هذا الكتاب هو أول كتبى، ومن أحبها إلى فهو يمثل بالنسبة لديه خط الاهتداء إلى الإسلام كما يقول ويدعى.

يكشف قطب عن عدد من التحولات التى غيرت طريقة تفكيره، وجعلته يعدل وينقح الكتاب فى طبعته الرابعة عام ١٩٧٧، يقول إن مراجعة حقيقية للكتاب منذ كتبته أول مرة عام ١٩٥١، وجدت أن هذه المدة المتطاولة من الزمن قد فعلت فعلها، ولا شك فى طريقة تفكيرى وفى موقفى من بعض قضايا الكتاب، لقد وجدت مثلا أنى أعطيت فرويد والتفكير الغربى بعامة أكثر مما ينبغى من (التوقير العلمي)، حيث كنت فى صغرى شديد الإعجاب بفرويد إلى حد الفتنة، لكن التفكير الغربى بما فيه فرويد بالذات لا يستحق كل هذا التوقير، ولا العناية بتفنيده، وأرى اليوم بعد زيادة خبرتى بانحرافات الفكر الغربى وبمخططات الإفساد التى تخطط لإفساد البشرية، أن ذلك الفكر لا بد أن يناقش إذا لزم الأمر لكن من دون الحفاوة والاحتفال الذى كان قبل عشرين سنة من الزمان، بعد هذا الكتاب المنعطف.

 أصدر محمد قطب ٣٦ كتابا ومؤلفا، يصب معظمها فى سياق واحد يهاجم الحضارة الغربية الشيطانية، التى تدعمها حملة صليبية صهيونية عالمية، ولقد تولت دار الشروق المصرية طباعة مجمل كتبه، وكان من أبرزها «شبهات حول الإسلام»، «النفس والمجتمع»، «معركة التقاليد»، «جاهلية القرن العشرين»، «هل نحن مسلمون؟»، «مذاهب فكرية معاصرة»، «دراسات قرآنية»، «كيف نكتب التاريخ الإسلامي؟»، «الجهاد الأفغانى ودلالاته»، «دروس من محنة البوسنة والهرسك»، كما صدرت له مؤلفات عدة من دور نشر سعودية من بينها دار الوطن بالرياض التى نشرت له كتاب «هلم نخرج من ظلمات التيه»، و»العلمانيون والإسلام». كما نشرت له مؤسسة المدينة للصحافة والنشر بجدة الطبعة الأولى لكتابه الشهير «واقعنا المعاصر».

أعلم عزيزى القارئ وجود بعض المتعاطفين مع سيد قطب، ولكنى أعلم أن التعاطف مع الحق يجب أن يكون أكثر، وأن سنة سيد قطب التى سنها، نتيجة قراءة راديكالية للإسلام، جعلتنا ندفع ثمنها آلاف أرواح الشباب، فضلًا عن انعدام الأمن والأمان، وتعطل التنمية إضافة إلى دور هذه الأفكار القطبية فى إعادة تدوير أنظمة الاستبداد دوليًا، بذريعة محاربة الإرهاب، ولقد أساء إسلام الدولة كثيرًا إلى إسلام الدعوة، ونسخ إسلام العنف إسلام التسامح، وأفسدت تلك النظريات ربيعنا العربى، وأن زج الدين فى المعارك السياسية السلطوية هو إساءة كبرى إلى الدين، وتلويث لطهارته، فهل ينتهى القطبيون عن ذلك؟ وللحديث بقية

[email protected]