رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

البداية

طعنات الغدر التى أودت بحياة القمص أرسانيوس وديد، كاهن كنيسة السيدة العذراء وماربولس بمنطقة سيدى بشر بالإسكندرية بعد فشل عملية إسعافه.. المؤكد أنها من مختل ليس عقلياً ولا نفسياً، إنما مختل إنسانياً وأخلاقياً.. بلا قلب ولا مشاعر ولا ضمير.. طعنات غادرة شعر بها كل مصرى وكأنها فى قلبه وليس فى رقبة القمص الفقيد.. لأن كل الأديان السماوية حرّمت الاعتداء والغدر والخيانة والقتل..

لم تعد القضية «مسلم ومسيحى»، إنما مصرى يتألم ويتوجع ويبكى ويرفض بكل قوة أى اعتداء على أى مواطن.. وأعتقد أن كل المصريين يدركون جيداً أن أى حادث فردى يجب أن ننتبه له جيداً ولا يمكن أن يكون سبباً فى شق وحدة الصف بين نسيج الأمة، المسلمين والأقباط، خاصة أن مثل هذه التصرفات الغريبة دخيلة على مجتمعنا وحدثت فى مرات عديدة وتهدف إلى إشعال الفتنة ولكنها لم تفلح أبداً فى أن تفرق بين المصريين الذين يزدادون قوة وصلابة وعزيمة وإرادة فى مواجهة المتطرفين المجرمين الذين تشتعل النار فى قلوبهم كلما وجدوا مصر وطناً مستقراً ينعم بالأمن والأمان الذى لا يمكن أن ينكره أحد مهما كانت التحديات الاقتصادية التى نمر بها كما يمر بها العالم كله..

اهتزت مشاعر كل المصريين لهذه الجريمة الشنعاء، وبات الوطن ليلة الجمعة الماضية حزيناً على الفقيد الذى مات غدراً وهو يسير مسالماً مع عائلته على كورنيش الإسكندرية، فجاءته طعنات الغدر من هذا المجرم فى رقبته وفارق الحياة بسببها وسط ذهول شهود العيان الذين أحاطوا به وكانوا طرفاً فاعلاً فى تضييق الخناق على المجرم وعدم هروبه والقبض عليه..

القضية لا يمكن اختزالها فى مسلم ومسيحى مهما كان حجم الألم والغضب الذى استشعرته لدى الكثير من الإخوة الأقباط.. ولم يعد الحديث عن النماذج الطيبة فى العلاقات بين نسيج الوطن جديداً، لأننا نعلم جميعاً أنها الحقيقة الدامغة التى لا تقبل الشك، والتى يعيشها المصريون على مر التاريخ.. وهى أن جارك المسلم أو المسيحى هو أول من يهرع إليك إذا ألمَّ بك أى مكروه أو تعرضت لأى خطر استلزم من ينجدك سريعاً..

المصريون أصبحوا أكثر وعياً ومثل هذه الحوادث الفردية مهما كان حجم الغضب الناجم عنها لا يمكن أن تجعلنا ننظر خلفنا أو نتعثر ونخرج عن المسار، خاصة أن مصر الجديدة يبنيها المصريون جميعاً دون تفرقة.. مسلمون ومسيحيون يبنون الوطن الذى كاد يغرق وأراد له الله البقاء والتقدم..

علينا أن ننتبه ونكف عن الكلام والتكهنات والتهكم والسخرية خاصة على مواقع التواصل الاجتماعى.. وأن نكون أكثر حكمة ورويّة ونترك جهات التحقيق والقضاء يحاكمان ويحاسبان هذا القاتل لينال جزاءه الرادع.. أما الوطن فهو الباقى ويتّسع للجميع..

[email protected]