رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

 

 

 

من لم يعظه الموت فلا عظة له، فعندما مات المحامى المخضرم رجائى عطية وهو من كبار أساطين المحامين والذى عركته الحياة. فقد اختار له قدره ان يختتم حياته بشرف وعزة، لكن هناك فريق من عميان البصر والبصيرة كان شغلهم الشاغل التربص بالبعض وينتظرون موتهم ليحاربوهم بخسة. فقد خرج علينا بعض ممن لاينتمون لأى دين ويظهرون شماتتهم فى موته بغباء عميان البصيرة كعادتهم وتقافزوا على مواقع التواصل الاجتماعى كتقافز القردة على الأشجار معلنين عن أنفسهم واصفين موته بالنفوق فى كلمات تنم عن حظائرهم.

 وألقوا بكلمات الشماتة فى موته وقد كانت كلماتهم ككرات اللهب التى ألقيت فى بحر، فلم يعد لها أثر، وهب الناس ممن يعرفون المحامى رجائى عطية ومن لايعرفونه بالرد عليهم والدفاع عنه بل وتبارى الجميع فى نشر سجله من يوم مولده حتى اثناء دفاعه عن من تولى عليهم كنقيب لهم وعاهدهم ان يكون معهم وبجوارهم مساندًا مدافعًا بحق.

لقد مات رجلا وما اروعها موتة، فهى ليست موتة الفجأة كما يدعى هؤلاء المارقون بل سبق للرجل ان قال وهو داخل الى قاعة المحكمة جملة انا بموت كل دا استقبال، كما انه فقد ابنته الكبرى التى توفيت من شهرين ولازمه حزن شديد عليها وهو رجل كبيرلكنه تحامل على نفسه وذهب ليدافع عن زملائه كل هذا ويقولون موتة الفجأة.

إن الرجل رغم عدم احتياجه لأى شىء كان يدرك قيمة العمل وقدسيته.وقيمة استغاثة الملهوف وكيفية اغاثته، الفقيد كان وطنيًا بامتيازمن طراز فريد، فقد كان نقيب المحامين يترافع عن عدد من زملاء مهنته وداخل قاعة احدى الدوائر بمحكمة امبابة وقف مرتديا روب المحاماة. ليبدى دفوعه بجسارة أمام هيئة المحكمة التى كانت تترأس الجلسة وأثناء مرافعته اتت اللحظة الفارقة ليقول الموت كلمته وهو الحقيقة المؤكدة فى هذه الحياة.وأتاه اليقين ليغيب الموت نقيب المحامين رجائى عطية عن دنيانا.

إن صور نقيب المحامين رغم مرارة النظر اليها لفقداننا لهذه القامات وان للموت لعبرة تشعرك بالمهابة والاحترام، فالعمل الشريف يحيى ذكرى صاحبه رغم أنف المارقين والبعيدين عن اى دين، فالحدث جد جلل.لكنك امام هذا الحدث تتمنى ان تموت مثل موتته دون ان تحتاج لاحد،وكما كان يدعو جدودنا مات وتراب السكة عالق فى قدميه اى مات واقفا كالاشجار.وهو دليل على ان الله لم يحوجه لاحد وأمضى حياته فى عمله حتى الرمق الأخير.

ما أشرف هذه الموتة، وكان آخر ما كتبه صباح يوم رحيله وقبل أن يذهب الى المحكمة ويلقى ربه وتفيض روحه الى بارئها وكعادته كل صباح. على صفحته بالفيس بوك عنونها اصطباحة الأحباب.. بسم الله نستقبل هذا الصباح الندى.. نفتح القلوب مع العيون ونتطهر من الأدران ونتسامى بأرواحنا الى آفاق الهدى والإيمان نناجى الحى القيوم ونلوذ الى رحابة بضراعتنا وآمالنا وأختتمها بالاية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم (لاَّ خَيْرَ فِى كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إصلاح بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا من سورة النساء رحم الله شيخ المحامين ونقيبهم.