رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضربة البداية..

 

 

يخطئ من يظن أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يمكن أن يتخذ قرارا بالانسحاب من المناطق المهمة التى وضع الروس أيديهم عليها فى أوكرانيا، دون أن يحقق أهدافه أو معظمها مهما كانت تصريحاته ومهما قطع شوطا أو اشواطا من المفاوضات.. ويترقب العالم كله الموقف الروسى الحقيقى من هذه الحرب التى شنتها منذ عدة أسابيع على أوكرانيا وتأثر بها العالم كله ويدفع الجميع فاتورتها الاقتصادية التى من الواضح أن تأثيرها سيستمر لفترات طويلة خاصة أنها طالت سلعا إستراتيجية على رأسها القمح.

وقد زادت هذه الحرب وتيرة الشك وعدم الثقة بين العديد من الأطراف الدولية.. ويشكك الغرب فى ما ذكره الروس بأنهم بدأوا يتحركون بعيدا عن كييف ويؤكد البنتاجون أن التحرك الروسى لا يمكن أن يطلق عليه تراجع لأن الحشود العسكرية الضخمة مازالت فى أماكنها وان التراجع كان لعدد قليل من القوات الروسية.. وانه يمكن أن يكون خداعا استراتيجيا يتم من أجل الهجوم على مناطق أخرى بعيدا عن كييف.

وتوقفت طويلاً أمام تصريحات الرئيس الأوكرانى فلوديمير زيلينسكى فى مقابلة مع احدى القنوات الاوكرانية المحلية، اكد خلالها انه مستعد لمناقشة التزام بلاده بعدم السعى لنيل عضوية حلف شمال الأطلسى (الناتو) مقابل وقف إطلاق النار، وانسحاب القوات الروسية، وضمان أمن أوكرانيا.. واشار إلى «أن هذا حل وسط للجميع.. للغرب، الذى لا يعرف ماذا يفعل مع أوكرانيا فيما يتعلق بحلف الناتو.. ولأوكرانيا التى تريد ضمانات أمنية.. ولروسيا التى لا تريد توسعا آخر للناتو».. وكرر زيلينسكى دعوته لإجراء محادثات مباشرة مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين مؤكدا أنه من المستحيل أن نعرف ما إذا كانت روسيا تريد وقف الحرب.. وذكر أن كييف ستكون مستعدة لمناقشة وضع شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس الواقعة شرقى البلاد، والتى يسيطر عليها الانفصاليون المدعومون من موسكو، بعد وقف إطلاق النار واتخاذ خطوات لتوفير ضمانات أمنية لبلاده.. وكلها تصريحات تؤكد صعوبة الموقف الأوكرانى وان كانت فى الوقت نفسه لا تعنى تفوقا كبيرا للجانب الروسى على الأرض.

والأخطر فى هذه الحرب التداعيات الاقتصادية لها وتغير مواقف الكثير من الدول تجاه روسيا وبالطبع جاهزية بوتين لاتخاذ قرارات تدخل تحت بند رد الفعل.. ومنها على سبيل المثال وليس الحصر فرض اليابان سلسلة من العقوبات على روسيا فى الأسابيع الأخيرة، من بينها تجميد أصول بعض الأفراد، وحظر تصدير السلع الكمالية والمعدات عالية التقنية إلى البلاد، وتجريد روسيا من وضع للدولة الأكثر تفضيلا تجاريا.. والمؤكد أن روسيا لن تقف صامتة أمام كل هذه القرارات وبالتالى مهما كانت إيجابية المفاوضات التى تجرى إلا أن هذه الحرب أمر واقع ومستمر!

[email protected]