رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

فى فيلم «العاب الجياع» عن ثلاثية الأديبة الأمريكية «سوزان كولنز» إنتاج (2012) والذى حقق أعلى الإيرادات فى أجزائه الثلاثة، وحصلت الكاتبة على العديد من الجوائز بعد أن كتبت القصة الأولى فى 2008 نجد أن حكاية الفيلم والقصة تدور حول ما يسمى أدب الخيال العلمى وما بعد المدينة الفاضلة أى أنها المدينة الفاسدة التى تنشأ غالبًا بعد انتهاء الحضارة الحالية من جراء الحروب البشرية وقتل الإنسان لأخيه الإنسان فإذا بالحياة على كوكب الأرض وبالتحديد فى شمال أمريكا تعود إلى سيرتها الأولى فيما تتحكم مجموعة من الأثرياء المخبولين الفاسدين فى حياة 12 مقاطعة أمريكية تعانى من الفقر والجهل والبدائية والجوع، ويكون مقر هؤلاء فى العاصمة لدولة «بانوم» ولأنهم يتحكمون فى البشر وفى الحياة ويملكون المال وأجزاء من الحضارة والتكنولوجيا التى لم تدمر كليًا فإنهم يخترعون لعبة تسمى «لعبة الجوع» أو «ألعاب الجياع»، حيث يختارون بالإجبار صبى وصبية من سن 12 إلى 18 من كل ولاية ثم يعدونهم للموت عن طريق تعرضهم لكافة أنواع الصعاب الطبيعية من أجواء وأحراش وغابات وحيوانات وحشرات سامة وأوبئة وأمراض وحقد بشرى بين المتسابقين الذين ما هم إلا قرابين تقدمها تلك الدولة الناجية وهؤلاء الأثرياء الطغاة للحياة وللوطن حتى لا يعودوا إلى الحروب وإلى تدمير الحضارة، ونكتشف فى خلال اللعبة الدموية أن هناك فريقا يتحكم فى الطبيعة وفى الأجواء وفى الليل والنهار وفى استحضار الوحوش والحشرات وفى ملء القلوب بالضغينة والكراهية والدموية، وكذلك دفعها إلى خلق قصص حب وهمية كل هذا يحدث وفق خطة يرسمها الرجل الكبير وزبانيته من الشياطين الإنسية ويعرضها الإعلام على الملأ وعلى الجميع للترهيب والتخويف وإثارة اليأس من النجاه وانتظار الموت فى أى لحظة ويلخص الرجل الكبير الحدوتة فى كلمة «الأمل» حين يفقد المرء الأمل فإنه يفقد حريته ويفقد إنسانيته ويفقد مستقبله وأخيرًا حياته.. إذا إنه الأمل الذى يستطيع أن يقهر الجوع والخوف ويمنح الإنسان حريته الداخلية والخارجية... هذا هو ما يحاول هذا الفيلم أو هذه القصة أن تبعثه وترسله كرسالة للإنسانية وللبشرية فى خضم ما نعانيه اليوم من ويلات الحرب القادمة، والتى قد تكون الحرب العالمية الثالثة وقد بدأ تأثيرها السلبى اقتصاديًا على الشعوب النامية والبلدان الإفريقية واللاتينية لأن أوروبا بلدان لها صالح ومصالح فى هذه الحرب وحتى أمريكا فهى دولة تدعم شعوبها وتدعم اقتصادها على حساب العالم الآخر الذى مازال ينمو ويحاول ولذا فإن قضية الجوع والخوف التى تلقى بظلالها الكثيفة والكئيبة على العديد من الدول والشعوب ولن ينجو منها إلا أن نتمسك بالأمل فى قدرتها على التغلب على هذه الصعاب والحروب الدموية التى ما هى إلا لعبة سياسية يتحكم فيها الأغنياء السفهاء الذين لديهم الحضارة والتكنولوجيا والمال ومن ثم يتخذون من الشعوب النامية قرابين لأغراضهم ولأطماعهم ولمتعتهم فى السيطرة والتحكم والمزيد من الثراء والمزيد من السلطة والقوة.

الأمل يستدعى القوة والعزيمة والإصرار على تغيير السلوك والتفكير فى سبل وطرق وحلفاء جدد وليس الإنصياع والرضوخ لمعسكر دون آخر... الأمل هو أن نعرف الطريق لإصلاح النفس والذات والتعليم الحقيقى الذى ينمى القدرات الإنسانية والتنافسية فى مجال العمل والابتكار والإبداع.. الأمل فى وضع الشخص المناسب فى المكان المناسب وتقدير العلماء والمثقفين وليس المنتفعين والمصفقين المهللين... الأمل أن تكون مصر منارة للثقافة والفنون والعلوم والابتكار.