رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

 

منذ منتصف فبراير الماضي، أعلنت أمانة المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث بالعاصمة الأيرلندية دبلن ـ وفقًا لحساباتٍ فلكيةٍ دقيقةٍ ـ تحديد بداية شهري رمضان وشوال لعام 1443 هـ، 2022م، ليكون الثاني من أبريل أول أيام الشهر الفضيل «ثلاثون يومًا كامل العدة».

هكذا يتم الإعلان مبكرًا دون صخب أو ضجيج، ووفقًا لضوابط علمية صارمة، بشكل مغاير تمامًا لما يحدث في بلادنا العربية، حيث تتجدد الإشكالية كل عام، حول هلال شهري رمضان وشوال، التي تتعلق بمسألة الأخذ بالرؤية البصرية، حتى لو خالفت قطعيات العلم!

اللافت أنه من عامٍ لآخر، يصوم بلدٌ ما، أو يفطر، على هلالٍ قد يرى العلم أنه لم يولد أو لا يمكن رؤيته بالعين.. في حين يخبرنا القائمون على الفتوى بأنه قد رآه أشخاص عدول ثقات، وبالتالي فقد وُلد!

«عادة» مكررة أصبحت تُجَسِّد حجم المأساة والاختلاف، في دولنا العربية فقط، التي اتفقت على ألا تتفق، حتى في أبسط الأمور الروحانية، التي من المفترض أن تكون محل إجماع واتفاق!

على مدار عقود، يستقبل المسلمون «رمضان» ـ بكافة طوائفهم ومذاهبهم ـ وسط حالة من الاختلاف على ثبوت رؤية هلاله وموعد بدء الصوم، كما يودعون الشهر الفضيل باختلاف واضح حول عيد الفطر!

وما بين اعتماد بعض الدول، رؤية الهلال على الحسابات الفلكية، والغالبية منها على الرؤية الشخصية بالعين المجردة أو من خلال مناظير دقيقة، فإن فريقًا ثالثًا يفضل التبعية لبعض المراجع الدينية!

تضارب واضح في ثبوت رؤية الهلال، أدى إلى انقسام كبير في عدد من الدول، وحتى سكان البلد الواحد، في إعلان بدء الصيام وموعد انتهائه، حيث طغت السياسة والحروب والانقسامات الداخلية والمذهبية على تحديد موعدهما!

ورغم تقدم وسائل الرصد الفلكي الحديثة، التي يُفترض معها ألا يكون هناك أي مجال للاختلاف حوله، لكن ما يحدث في عالمنا العربي قد يكون نموذجًا مصغرًا لصراع السياسية والدين المستمر على مدى عقود طويلة!

لكن الأسئلة التي تطرح نفسها: إلى متى ستظل إشكالية اختلاف تحديد بداية الصوم وعيد الفطر بين العلماء والمجامع الفقهية والهيئات الإسلامية.. لماذا لا توجد طريقة واحدة لرؤية الهلال.. ولمَ تختلف عملية الاستطلاع من دولة لأخرى بشكل فشلت معه جميع المؤتمرات في معالجته؟

أخيرًا.. متى نرى اليوم الذي تنتهي فيه الصراعات السياسية والمذهبية، واستخدام الدين كأداة في معادلة صراع النفوذ على تصدر مشهد قيادة العالم الإسلامي، الذي يئن تحت وطأة المؤامرات والانقسامات والاختلافات، وبالتالي وضع حدٍّ للشائعات التي تطال صحة صيام المسلمين، وإيجاد حلول للتأكد من رؤية الأَهِلَّةِ في قادم الأعوام؟

فصل الخطاب:

يقول الإمام عليّ: «العلم أول دليلٍ.. والمعرفة آخر نهاية».

[email protected]