رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

 

 

بمناسبة المشاركة الجماعية والمجانية للفنانين النجوم فى إعلانات الجمعيات الخيرية لتشجيع الجمهور (الذى يحبهم) للتبرع لهذه الجمعيات، وهى عادة تكرر كل عام فى شهر رمضان، وفى بعض أوقات السنة حسب احتياج هذه الجمعيات للتبرعات.. ولا شك أن هذه الظاهرة، التى يزيد عدد الفنانين النجوم كل سنة تعود بالمكاسب المعنوية على الفنانين والمادية على الجمعيات، لكن من المؤكد أن الخاسر الوحيد فى هذه الحكاية الجمهور، لأنه يثق فى نجومه ويدفع الملايين مرتين.. مرة للفنانين لمشاهدتهم فى أعمالهم الفنية، ومرة للتبرع بما تبقى معه لهذه الجمعيات!

وأعتقد أن الفنانين يشعرون بالراحة النفسية وبراحة الضمير أيضاً، كلما زاد اشتراكهم مجانا فى جمع التبرعات لهذه الجمعيات، لأنهم يبذلون من وقتهم ويتبرعون بجهدهم لأداء عمل إنساني مجاني يوما واحدا فى السنة من ٣٦٥ يوما، ويحمدون الله الذى قدرهم على فعل الخير مجانا.. ولا أعرف إذا كان الدافع وراء مشاركتهم فى هذه الإعلانات زيادة فى الإيمان، أم أنه مجرد حصوة ملح فى عيون الحاسدين ولمنع القرّ على مكاسبهم المليونية.. الله وحده يعلم!

وبالطبع، لست ضد مشاركات الفنانين المجانية، ولست ضد تحمل مسئولياتهم الاجتماعية تجاه جمهورهم، فمن المؤكد أن كل هذا الجمهور الذى تعالجه وتطعمه وتكسيه هذه الجمعيات، هم فى الحقيقة جمهور هؤلاء الفنانين.. ولكن من المفروض أن ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع.. بمعنى أن زملاءهم الفنانين بلا استثناء، الكبار والصغار، النجوم والكومبارس، هم أولى بالرعاية من زملائهم المقتدرين!

فقد اضطرت الممثلة الراحلة مديحة يسرى فى آخر أيامها، بقيمة وتاريخ الفنانة مديحة يسرى، إلى الصراخ فى الصحافة للمطالبة بالعلاج على نفقة الدولة، بعد أن طلب منها المستشفى الذى كانت تعالج فيه مبالغ كبيرة وظروفها المادية لا تسمح بدفعها، فتنذرها إدارة المستشفى بالدفع أو المغادرة. والفنانة مديحة يسرى ليست الوحيدة ولن تكون الأخيرة، فقبلها العشرات من الفنانين الذين باعوا كل ما يمتلكون حتى اثاث منازلهم للعلاج أو لكفاية احتياجاتهم المعيشية اليومية من أكل وشرب.. وبعدها كذلك العشرات!

وقد التقيت، على مدى سنوات، بعدد من الفنانين يبكون بالدموع، وهم الذين ملَأوا حياتنا بالبهجة والضحك، يشكون من الفاقة والحاجة الشديدة، ولولا الحرص على كرامة أبناء واسر هؤلاء الفنانين لذكرتهم بالاسم.. فكان من باب أولى على الفنانين النجوم الذين يتبرعون بيوم واحد فى السنة للإعلان عن جمعية خيرية، ويستريحون نفسيًا بقية السنة، وكأنهم يغسلون أموالهم، بأن يفكروا فى إنشاء مشروع صحى للفنانين، وأن يتبرعوا كل عام ببعض من ملايينهم لصالح هذا المشروع، أو ينتجوا معا مسلسلًا أو يشاركوا فى بطولة جماعية فى فيلم أو مسرحية.. وغيرها من أفكار كثيرة يمكن أن تأتى بإيرادات كبيرة، يمكن أن توجه لصالح مشروع خيرى لعلاج وكفالة زملائهم الفنانين المرض والمحتاجين والعاطلين عن العمل.. هذا هو العمل الخيرى الصحيح والحقيقى الذى يستمر طوال العام وليس ليوم واحد فقط فى السنة!

[email protected]