رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقى

 

 

إذا كان كتّاب مصر الكبار قد عملوا بجدية ودأب على تطوير النثر العربى، عقب ثورة 1919، كما ذكرت هنا فى المقال السابق، حيث حرروه من الركاكة المتوارثة منذ قرون، فإن أثر كتابات هؤلاء قد امتد إلى خارج مصر ليشمل كل من يعرف اللغة العربية، فأبناء الشعوب الأخرى قرأوا طه حسين، وتوفيق الحكيم، وسلامة موسى، والعقاد، ومحمد التابعى، ونجيب محفوظ، ومحمد حسنين هيكل وغيرهم، وقد تفاعلوا مع إبداعاتهم وانفعلوا بها بشكل مدهش، كما كانوا يطالعون شعر شوقى وحافظ فى مدارسهم وجامعاتهم (أول جامعة تأسست فى عالمنا العربى كانت جامعة القاهرة/ فؤاد الأول سابقا، وذلك عام 1908).

لذا، كان من الطبيعى أن تنجب الشعوب الأخرى نجومًا لامعة فى مجال النثر العربى، خاصة بعد أن تخلصت تلك الشعوب، عقب منتصف القرن العشرين، من الاستعمار الأوروبى فى نسخته الإنجليزية والفرنسية والإيطالية، ذلك الاستعمار الذى حارب بشكل أو آخر فكرة تطوير تلك الدول واللغة، بطبيعة الحال، فى القلب من ذلك التطوير.

هكذا إذًا، وثب النثر العربى وثبات كبرى فى المشرق وفى المغرب، على أيدى مثقفين ومبدعين عرب أفذاذ، وقد لعب الشعراء دورًا بالغ الأهمية فى تعزيز فنون النثر ورفدها بكل ما هو راق ومتميز ومتفرد، فما أجمل النثر الذى كتبه المبدعون السوريون الكبار نزار قبانى، وأدونيس، وكمال أبوديب، ومن فلسطين نذكر محمود درويش وسميح القاسم، ومن لبنان كتب كل من شوقى بزيع ومحمد على شمس الدين وعبده وازن. ولم تنس اليمن نصيبها المعتبر فى دعم النثر العربى، فقرأنا ما يكتبه الدكتور عبدالعزيز المقالح، أما المثقف الموسوعى الكبير خالد الرويشان، وزير الثقافة اليمنى السابق، فمازال يسعدنا بنثره الرائق البهى على صفحات التواصل الاجتماعى.

وإذا عبرنا الطريق إلى العراق، سنكتشف أن أدباءه العظام ساقوا قافلة النثر إلى دروب جديدة، تواكب العصر وترتقى به إلى ذرى غير مسبوقة، فقرأنا بإعجاب ما يكتبه الأساتذة الكبار مع حفظ الألقاب: على جعفر العلاق، وحاتم الصكر، وصالح هويدى، وسعيد الغانمى، ويحيى البطاط، وحميد قاسم، وسعد محمد رحيم، وإنعام كجه جى، ومحسن الموسوى، وعبدالرزاق الربيعى وغيرهم عشرات من عشاق النثر ومخلصيه، ومن الأردن نذكر بكل خير الراحل أمجد ناصر.

أما كُتّاب المغرب العربى، فبذلوا جهودًا كبيرة فى تطوير النثر، فتونس أهدتنا عبدالسلام المسدى، والحبيب السالمى، ومن الجزائر سررنا بكتابات الطاهر وطار وواسينى الأعرج، ومن المغرب انفعلنا بما يكتبه محمد عابد الجابرى، ومحمد برادة، وبن سالم حميش ومحمد بزاف وفاطمة المرنيسى وسعد سرحان وياسين وطه عدنان وغيرهم.

كذلك أسهم مبدعو الكويت بنصيب معتبر فى إثراء النثر العربى، فهناك إسماعيل فهد إسماعيل، وليلى العثمان، وطالب الرفاعى وسعدية مفرح، وسعود السنوسى وغيرهم، أما حضور البحرين فكان قويًا من خلال كتابات محمد جابر الأنصارى، وقاسم حداد، وحسن مدن، وبروين حبيب، وفهد حسين وآخرين، ومن سلطنة عمان جوخة الحارثى، ومحمود الرحبى، وعبدالعزيز الفارسى وغيرهم.

ونأتى إلى الإمارات التى تحظى بوجود كوكبة لامعة من الكتاب المتفردين، أذكر منهم: محمد المر، وبلال البدور، وعلى عبيد الهاملى، وناصر الظاهرى، وسيف المرى، وجمال مطر، وعائشة سلطان، وعبدالحميد أحمد، وإبراهيم الهاشمى، ومحمد حسن الحربى وغيرهم كثير.

الحق إن رئاستى للقسم الثقافى فى مجلة (الصدى) قبل 23 عامًا، ثم إدارتى لتحرير مجلة (دبى الثقافية) قبل 18 سنة، كل ذلك أتاح لى فرصة ذهبية لقراءة مئات الأعمال النثرية العربية، كل شهر، لأنتقى منها ما هو صالح للنشر، الأمر الذى بسط أمامى حديقة ثرية مزدهرة للنثر العربى تمتد من الماء إلى الماء، وأظن أن تلك الحديقة مازلت تثمر بسخاء.