رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

يبدو أن الكاتب الكبير «أحمد أمين» كان على حق فى رصده ووصفه لعلاقة المواطن المصرى بالنكتة فى زمانه عندما كتب «إن أشد الناس بؤسًا، وأسوأهم عيشة، وأقلهم مالاً، وأخلاهم يدًا، أكثر الناس نكتة.. ففى القهاوى البلدية، حيث يجلس الصناع والعمال، ومن لا صفة لهم ولا عمل، وفى المجتمعات الشعبية، حيث يجتمع البؤساء والفقراء تجد النكتة تحل بينهم محلاً ممتازًا.. ونجد ابن النكتة محبوبًا مقدرًا، يفتقد إذا غاب، ويبجل إذا حضر.. كأن الطبيعة التى تداوى نفسها بنفسها، رأت البؤس داء فعالجته بالنكتة دواء..».

وهل ننسى، موجة انفجار النكات والتعليقات الساخرة عقب أحداث ثورة يناير 2011.. والتى كان فى صدارتها انتشار النكتة التى جمعت مبارك بالرئيسين الراحلين عبدالناصر والسادات فى الآخرة، فعندما سأله الرئيسان السابقان عن سبب انتهاء حكمه بالقول «منصة ولا سم ؟»، قال مبارك «لأَ.. فيس بوك».

وبالعودة لزمن ما قبل ثورة يوليو 1952.. كان اعتراض الشعب المصرى على حكومة الشعب عام 30 برئاسة إسماعيل صدقى أحد رموز الدكتاتورية فى مصر اعتراضًا كبيرًا عندما قالوا أن أحد المواطنين كان يسير فى الشارع وهو يردد:

ـ آه يا حكومة يا حرامية..

ـ فجره العسكرى من قفاه إلى مأمور القسم، وهناك أحس المواطن بالخطر عندما سأله المأمور كيف يجرؤ أن يقول أن الحكومة حرامية

ـ فرد على الفور: أنا قصدى يا فندم حكومة عبدالخالق ثروت

ـ فصاح فيه المأمور قائلاً: اخرس يا كداب.. هو فيه حكومة حرامية غير حكومتنا.

وحكاية علاقة المصرى بالنكتة والسخرية قديمة، فأقدم نكتة سياسية مكتوبة فى العالم فرعونية، يقول مضمونها «كيف ترفع معنويات الفرعون سنفرو حين يذهب لصيد السمك؟ الجواب: ترمى أحد العبيد بدون أن يدرى، ثم تصرخ بأعلى صوتك: هناك سمكة كبيرة يا سيدى»..

وعن العمولات والسمسرة سخر المصريون وقالوا بأن أحد رجال الأعمال ذهب إلى رئيس وزراء إحدى حكومات الأقليات وأخبره أن الوزير الفلانى وعده بإنهاء طلبه إذا فتح مخه ولم يفعل شيئا.. فذهب إلى أحد النواب وشكا له.. فأخبره أنه سيقدم استجواب فى هذا الوزير بس يفتح مخه ولم يفعل شيئًا.. فقال له رئيس الوزراء ولا يهمك أنا هاطرد الوزير وأحل مجلس النواب وأطلع قرار لصالحك بس فتح مخك !

ومعلوم أن النكتة المصرية لا تخرج إلى الوجود إلا إذا كان الوضع غامضًا وغير مفهوم.. وهذا هو الواقع بالنسبة للثورة المصرية.. لأن جميع من قاموا بالثورة كانوا غير معروفين للشعب المصرى.. الأمر الذى أطلق التكهنات التى صاحبتها النكت.. وقيل يومها أن أحدهم قال لصديقه: النهارده حر.. فرد عليه: احنا مش قلنا بلاش كلام فى السياسة.

وعبر المصريون عن رأيهم فى الثورة أصدق تعبير بهذه النكتة: عندما سأل أحد المسئولين مواطنًا بسيطًا قائلاً: أنت بتحب الثورة؟

ـ أنا بحب الثورة.. وباموت فى الثورة.. حتى نفسى فى ثورة ثانية!!..

[email protected]