رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

عندما يكون الأمر مجرد دعابة، أو نُكْتة تُقال في مَثَلٍ شعبي، ثم تتحول إلى «سلعة» مضمونة الربح، فأول ما يتبادر إلى الذهن أنه لم يعد هناك شيء مستَبْعَدًا.. أو مستحيلًا.

هذا ما حدث ويحدث، منذ سنوات، في دول غربية، لشحن وبيع «زجاجات هواء نقي»، للتربح على حساب أولئك الذين يشعرون بالحنين إلى أوطانهم، أو قاطني المدن التي تعاني معدلات تلوث مرتفعة!

لكن الأمر لدينا يختلف تمامًا، حيث يتم حرفيًا «بيع الهواء» عبر الفضائيات، عن طريق اللاهثين وراء الشُّهْرَة، والحالمين بعالَم الأضواء، أو الراغبين في الانتشار السريع وتحقيق مكاسب مالية، باتباع الهوى أحيانًا، أو التعليمات غالبًا!

نتصور أن عملية «بيع الهواء» تتم من خلال حَمَلات ممنهجة للتأثير على الرأي العام، سواء أكان عن طريق تشويه الحقائق وتغييب الوعي، أو غسل الأدمغة ودغدغة المشاعر، أو اللعب على أوتار التعصب والكراهية وتغذية التطرف.

لذلك، عندما يغيب الضمير وتنعدم المسئولية، فإن المهنية تكون أول الضحايا.. وما نتابعه على الشاشات، من «خروج عن النَّص»، يمثل جريمة متعمَّدَة، بأدوات الإثارة و«ركوب الترند»، لتحقيق أعلى نسبة مشاهدة وجَذْب المُعْلِنين والتأثير على المتابعين!

ما يحدث بالواقع، هو عملية بيع «سهلة» و«ملوثة»، بأكثر من طريقة، من خلال برامج قائمة بذاتها عبر «قنوات بير السلم»، أو في إطار برامج جماهيرية مُشَاهَدة، حيث «الاستضافة المدفوعة» أحيانًا، أو وفقًا لسياسة العَرْض والطلب، من المُمَوِّل أو المُعْلِن، أو الراغبين بالظهور!

لعل أكثر ما يلفت الانتباه، هم مقدمو بعض البرامج، الذين يعتبرونها «سبوبة» للشُّهْرَة والثراء، والانتساب إلى فصيلة الإعلاميين، باستغلال نوعية محددة من المُشْتَرين لساعات الهواء، الطامعين والطامحين في الظهور و«التلميع».

تلك «الظاهرة» أصبحت تشكل أزمة حقيقية وبابًا خلفيًا للسماسرة والوسطاء، نتيجة عدم الفصل بين المحتوى الإعلاني والإعلامي، حيث تهيمن النزعة التجارية على المحتوى، كما أنها تُعطي فرصة لعناصر غير مؤهلة، بالعمل في الإعلام.

لكن الأكثر خطورة، هم «المخضرمون»، الذين يؤثرون في اتجاهات الرأي العام، لتشويه بعض الرموز أو استضافة شخصيات مثيرة للجدل، في محاولة مستميتة لتلميعها وإضفاء نوع من «تجميل الصورة» القبيحة في أذهان الجمهور!

هؤلاء «المخضرمون» ربما فاتهم أن الناس تغيرت بالفعل، وليسوا كما كانوا قبل عقود، بعد أن أصبحوا يمتلكون وعيًا كافيًا، أسهمت في تشكيله وسائل التواصل الاجتماعي، التي سمحت لهم بالتفاعل، والنقد المباشر!

أخيرًا.. أصبحت الفضائيات بمثابة ترسانة فوضى، تتأثر بـ«التريند» على «السوشيال ميديا»، لتشكل انفلاتًا وانتهاكًا واضحَيْن للمعايير المهنية والأخلاقية، وهو ما يتطلب وقفة حاسمة، لإعادة الانضباط، ووقف هذا التردي والانحطاط الإعلامي.

فصل الخطاب:

إذا كانت أهدافك نبيلة، فلا تحققها بوسائل دنيئة!

[email protected]