رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

 

 

كنت أتمنى أن أكون حاضرًا فى حفل Joy Awards الذى أقامته هيئة الترفيه السعودية لتكريم عدد من الفنانين العرب ليس لرؤية الممثل الأمريكى الشهير جون ترافولتا، فهو لم يكن حلم شبابي!.. ولكن لرؤية ملامح وجه الفنان هانى شاكر الذى حضر الحفل وشاهد بأم عينيه حسن شاكوش الذى منعه من الغناء فى مصر وهو يغنى على أكبر مسارح السعودية!

من المؤكد لا أحد يتذكر الآن الذين حاولوا منع الفنان أحمد عدوية من الغناء.. ولكن ربما لن يتذكر أحد بعد سنوات أغنية من أغانى هانى شاكر، وسيتذكرون إنه منع إنسانا من الغناء.. ولا أعرف حقيقة صحة القانون الذى يعطى الحق لأى نقابة سلطة على أحد ليس عضوًا فيها.. فهل يمكن أن تمنع نقابة الزراعيين مزارعًا من زراعة أرضه لأنه ليس عضوًا فيها؟.. ربما يمكن أن يكون لها الحق فى حرمانه من الحصول على الخدمات التى تقدمها هذه النقابة أو الجمعية من سماد وتقاوى وكيماويات.. ولكن لا تمتلك سلطة منعه من الزراعة!

وما مدى دستورية أى قانون يمنح منظمات المجتمع المدنى مثل النقابات والجمعيات والنوادى سلطة على غير أعضائها.. أليس هذا تعديًا وافتئاتا على سلطة الدولة؟!..والأصل أن كل إنسان له الحق فى ممارسة حريته دون التعدى على حرية الآخرين.. ومن حريته سماع غناء هذا وعدم سماع ذلك فهذا قراره هو وحده وليس قرار النقابة، التى لا يجب أن تجبرنى على سماع هانى شاكر وغيره، وعدم سماع حمو بيكا وغيره أو تمنع واحدا من الغناء وتسمح للآخرين!

والغريب انه فى الوقت التى تحاول فيه المؤسسات الثقافية فى السعودية جاهدة التخلص من كل ما عانت منه الفنون لديها من المنع والوصاية على الابداع، وتدعو المبدعين فى مصر، ومنهم هانى شاكر كفنان ونقيب للموسيقيين، ليكونوا شاهدين على ذلك، تحاول المؤسسات المعنية بالفنون فى مصر فرض وصايتها على الإبداع وعلى المبدعين المصريين!

وكيف.. يتوافق مع دولة مثل مصر تعتبر السياحة فيها من أهم مصادر الدخل القومى، منع نشاط فني يساهم بصورة مباشرة فى السياحة الداخلية والخارجية.. ومن المفترض أن أعضاء نقابة المهن الموسيقية أكثر الناس دراية بأن الفن الذى يقدمه هؤلاء الشباب من ألوان وأنواع موسيقية معروفة ومنتشرة فى أمريكا وأوروبا وهو الراب والبوب والهيب الهوب، وعوائده المادية بالمليارات وله نجوم كبار وبعضهم جاء إلى مصر ومنحتهم النقابة تصاريح للغناء!

وعمومًا المنع فى مجال الفنون والإبداع ليس هو الوسيلة الصحيحة الآن، وأقصد بالآن يعنى فى زمن السيوشيال ميديا والإنترنت والهاتف المحمول.. وأنت يمكن أن تساعد هؤلاء الشباب بدورات تدريبية وتعليمية وعلمية للغناء الصحيح وزيادة وعيهم ومعارفهم لعدم التغنى بكلمات خارجة عن القيم العامة.. ولكن ليس بإجبارهم على تغيير أسمائهم بدعوى انها صادمة وذات دلالات مرفوضة أخلاقيا أو مستهجنة.. وكأنك سجل مدنى وتوهم نفسك إنك حليت المشكلة!

وبالمقارنة.. عندما اقترح الإذاعى حافظ عبد الوهاب على الفنان الشاب عبد الحليم شبانة تغيير اسمه ليكون عبد الحليم حافظ لا لأن « شبانة» عيب أو خادش للحياء ولكن لأن الاسم ليس فنيًا.. لا أكثر ولا أقل!

إن المنع عمومًا لن يفيد، بل سيوسع مساحات الرفض والعناد، ويزيد من مسافات التباعد والفرقة، ويشعل حدة العداء والكراهية.. فقد انتهى زمن التحكم فى الذوق العام، وهيمنة الصوت الواحد فى الغناء.. وفى كل شيء!

[email protected]