رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقى

 

 

 

وقفت أم كلثوم أمام الكاميرا لتمثل ست مرات خلال 12 عامًا فقط، عُرض فيلمها الأول (وداد) فى 10 فبراير 1936، بينما شهد يوم 15 ديسمبر من سنة 1947 أول عرض لفيلمها الأخير (فاطمة)، أى أن السيدة الأولى فى الغناء أقبلت على التعامل مع السينما، ذلك الفن الوليد آنذاك، بعد أربعة أعوام فقط من إنتاج أول فيلم مصرى ناطق، وهو (أولاد الذوات) الذى أخرجه محمد كريم فى 1932.

فى هذه الأفلام الستة هللت شاشة السينما بزوارها من أساتذة فن التمثيل الذين أضاءوا مسارح القاهرة فى الثلث الأول من القرن العشرين، فقد شاركها بطولة (وداد) الذى أنجزه الألمانى فريتز كرامب، كل من أحمد علام ومختار عثمان ومنسى فهمى وفتوح نشاطى ومحمود المليجى.

أما فيلمها الثانى (منيت شبابي) وقد كتب فى الأسفل (قصة نشيد الأمل)، حيث عُرف باسم (نشيد الأمل) فكتبوا على الشاشة (سيدة الغناء العربى فى الشرق أم كلثوم)، وذلك فى 11 يناير 1937، أى أن صاحبة (الأطلال) استحوذت على أرفع مكانة فى عالم الغناء قبل أن تكمل عامها الأربعين (أغلب الظن أنها من مواليد 1898).

أخرج هذا الفيلم أحمد بدرخان وشاركها البطولة كل من عباس فارس واستيفان روستى وفؤاد شفيق وحسن فايق وزكى طليمات، هذا العبقرى الذى أسس معهد التمثيل فى مصر وتتلمذ على يديه كوكبة كبيرة من النجوم، نذكر منهم فاتن حمامة وشكرى سرحان وفريد شوقى وسناء جميل وحمدى غيث وسميحة أيوب وعمر الحريرى ونعيمة وصفى وغيرهم عشرات.

ونأتى إلى فيلمها الثالث (دنانير) فقد عرض فى 29 سبتمبر 1940، وحققه بدرخان أيضًا، وتقاسم البطولة معها كل من عباس فارس وسليمان نجيب، بينما عرض فيلمها الرابع (عايدة) فى 28 نوفمبر 1942، حيث شاركها البطولة المطرب إبراهيم حمودة، وهو الوحيد تقريبًا الذى غنت معه أم كلثوم (دويتو)، كما لعب أدوار البطولة كل من سليمان نجيب ومارى منيب وفردوس محمد وعبدالرحمن حمدى الشقيق التوأم للنجم عماد حمدي!

(سلّامة) هو الفيلم الخامس لصاحبة (رق الحبيب)، وقد حققه المخرج اليهودى الإيطالى المصرى توجو مزراحى، وقد عرض فى 9 أبريل 1945، ولعب البطولة كل من يحيى شاهين وفؤاد شفيق وعبدالوارث عسر وزوزو نبيل وفاخر فاخر واستيفان روستى، أما آخر أفلامها فهو (فاطمة)، الذى أخرجه أحمد بدرخان وتقاسم بطولته كل من أنور وجدى وسليمان نجيب وشرفنطح وفردوس محمد وإيزاك ديكسون أشهر مدرب رقص فى تاريخنا السينمائى، وهو يهودى نمساوى أقام فى مصر.

فى هذه الأفلام الستة شدت أم كلثوم بأكثر من 35 أغنية، بعضها مازال يطربنا ويسحرنا حتى الآن مثل (غنى لى شوى شوي)، و(هاقابله بكرة)، و(الفوازير)، و(بكرة السفر)، و(افرح يا قلبى لك نصيب)، و(سلام الله على الأغنام) وغيرها، الأمر الذى يؤكد أننا فى حاجة إلى كتاب يحمل عنوان (أفلام أم كلثوم) يتضمن كل شيء عن أفلام هذه السيدة الفذة التى أهدتنا إياها المقادير الطيبة.

حين رحلت أم كلثوم فى 3 فبراير 1975 كان بينى وبين إتمام عامى الرابع عشر خمسون يومًا فقط، وأذكر جيدًا كيف عاد أبى من عمله فى الثالثة والنصف عصرًا، تكسو وجهه آيات الحزن النبيل، فلما أعدت أمى له طعام الغداء، تأمله قليلا، ونظر إليها بأسى وقال: (الست ماتت اليوم، مفيش نفس للأكل، ارفعى الطعام يا هانم... شكرا لك على كل حال).

أذهلنى هذا الحزن على سيدة ليست من أقربائنا، لكنى الآن، وقد صرت من المفتونين بأم كلثوم، أدركت عمق الحزن الشديد الذى اعترى أبى كما شمل ملايين المصريين والعرب عند رحيلها قبل 47 عامًا.