عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

 

 

منذ سبعة وستين عامًا قامت معركة أدبية ازدادت فعاليتها يومًا بعد يوم، ولم تهدأ ولم تنته حتى دخلت فيها أجيال من الأدباء بمختلف اتجاهاتهم الأدبية، أما هذه المعركة الأم فكان طرفاها محمود أمين العالم ود. عبدالعظيم أنيس من ناحية، وأما الطرف الآخر فكان المفكر عباس محمود العقاد وعميد الأدب العربى د. طه حسين.

المعركة بدأت بعد صدور كتاب فى الثقافة المصرية.. كتبه عبدالعظيم أنيس والعالم.. وقال العقاد عن الكاتبين وكتابهما.. اننى لا أناقشهما وإنما أضبطهما.. إنهما شيوعيان وفى الحقيقة  لم تكن القضية قضية وضوح أو غموض كما قال طه حسين أو شيوعية أو غير شيوعية كما قال العقاد، فالكاتبان لم يخفيا انتماءهما للماركسية وإنما كانت القضية هى تحديد وتجديد مفاهيم النقد الأدبى العربى. 

ولكن هذا الغليان الفكرى والأدبى متعلق بفترة زمنية كان شعارها هو الصراعات والانقسامات التى تؤدى إلى مزيد من التقدم والازدهار والتماسك، بفضل الحماس غير المسبوق لتطور الحياة وامتلاء الساحة الثقافية بمزيد من الحراك الذى ظهر فى النهضة المسرحية، وتطور حركة الشعر الحديث والتحولات الكبرى فى طرق كتابة القصة القصيرة، ما أدى إلى ضخ عشرات الأسماء المهمة فى مختلف اتجاهاتهم الأدبية. 

كتاب.. فى الثقافة المصرية.. الذى حرك كل هذه المعارك كان مناقشة لأعمال أدبية كتبها العقاد وطه حسين وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وعبدالرحمن الشرقاوى ومحمد عبدالحليم عبدالله وإبراهيم عبدالقادر المازنى وأحمد شوقى وحافظ إبراهيم وعبدالرحمن بدوى.

إنتاج أدبى لعشرة ادباء ومفكرين فجر أربع قضايا العنصرية أولها، وهى التى تزعمت حركة عزل الفكر العربى عن العالم ثم عن بعضه البعض، وثانى القضايا التراث والمعاصرة فى عالم متغير.. وثالثًا قضية الالتزام الثورى.. ورابعًا وأخيرًا قضية ضبابية الشكل الأدبى الذى وصل بنا إلى ثقافة مشتتة تقف بنا فى مفترق الطرق.

اليوم وبعد مرور هذه السنوات.. كيف تقلصت المواقف وكيف نجتر أمجادا لم تعد صالحة لزمننا وكيف نجحنا فى نفى تراثنا إلى صحراء التيه.