رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

 

بمبادرة تزيد طاقة التفاؤل لدى المصريين نظمت مكتبة الإسكندرية الأسبوع الماضى ندوة بعنوان عام «٢٠٢٢.. رؤية مصرية» استضافت الدكتور خالد العنانى وزير السياحة ومجموعة من الخبراء المتخصصين فى مجالات مختلفة استهدفت استشراف آفاق المستقبل وما يمكن أن تحققه مصر من خطوات فى مسيرتها التنموية خلال العام الجارى رغم التحديات العديدة التى تواجهها. وعلى مدار أكثر من ساعتين تحدث خلالها الدكتور مصطفى الفقى مدير المكتبة والدكتور العنانى وآخرون، كانت النظرة العامة أن عام ٢٠٢٢ هو عام الفرص التى يجب الحرص على استغلالها جيدًا، بما يدفع خطط التنمية التى تقوم بها الدولة. وفى ذلك أشار المشاركون فى الندوة إلى أهمية حدث استضافة مصر لقمة تغير المناخ التى تمثل تقديرًا وتكريمًا عالميًا لمصر ودورها.

وبلغته التى تلخص المشهد أشار الدكتور الفقى إلى رؤيته بأن مصر، حسبما يرى، فى وقت غير ضائع فى اللحظة الحالية، حيث لم تشهد حركة دؤوبة على مدار تاريخها مثلما تشهد الآن، وفى ذلك راح يشير إلى مثل بسيط يلمسه هو شخصيًا أنه أصبح يشعر بأنه «يتوه» فى شوارع مصر من كثرة التغييرات والتطويرات التى تطالها بين يوم وليلة.

أما الدكتور العنانى، الذى كانت المرة الأولى التى أستمع لحديث له، فقد قدم رؤية لملف السياحة مثلت عرضًا رائعًا لجهود الوزارة فى تصورى قد تغيب تفاصيلها عن الكثيرين، ويكفى هنا إشارته العامة إلى أن ملف الآثار فى مصر تم ضخ الكثير من الأموال لتطويره على نحو لم يتم فى تاريخ مصر، بما يجعل من عام ٢٠٢٢ مع الافتتاحات التى ستتم خلاله عامًا استثنائيًا لمصر، وبالذات فيما يخص حضارتها القديمة.

وعن خطط التنمية التى تقوم بها الدولة وخاصة على مستوى النهوض بحياة المواطنين من خلال مبادرات متعددة أشار الدكتور خالد زكريا الأستاذ بكلية الاقتصاد جامعة القاهرة إلى تكامل مشروعات التنمية من حياة كريمة، إلى الانتقال للعاصمة الإدارية، وغيرها بما يغير من ملامح الحياة فى مصر للأفضل.

فيما استعرض الدكتور أحمد قنديل، رئيس وحدة الدراسات الدولية وبرنامج الطاقة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الفرصة الكبيرة لمصر للاستفادة من مقوماتها الهائلة فى مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة. وأشار إلى أن نسبة الطاقة المتجددة التى تستخدمها مصر لا تتخطى 20% من قيمة مصادر الطاقة التى تعتمد عليها الدولة، ولكننا نستطيع أن نصل إلى نسبة 90% من إنتاجنا لهذا النوع من الطاقة ولو حدث ذلك فمصر ستسهم بشكل كبير للغاية فى إنقاذ العالم.

وكان على رأس القضايا الملحة والمهمة التى تمت مناقشتها قضية المياه، حيث أوضح الدكتور خالد أبوزيد، المدير الإقليمى للموارد المائية بمنظمة سيدارى تناقص نصيب الفرد فى مصر منها بسبب الزيادة السكانية. وتحدث أبوزيد عن الأضرار التى ستلحق بمصر جراء بناء السد الإثيوبى، وهو ما يمثل تحديًا أمام مصر، فضلًا عن قلة موارد المياه، متطرقًا إلى الخطوات التى تتخذها مصر للتغلب على الشح المائى من خلال محطات معالجة مياه الصرف الزراعى مرة أخرى.

بالطبع وكما أشار بعض الحضور، فإن هناك الكثير من القضايا التى كان يجب التطرق إليها ومناقشتها مثل قضية التعليم والصحة وغيرهما، غير أنه وكما ورد فى رد الدكتور سامح فوزى كبير الباحثين بالمكتبة الذى أدار الندوة فإنه من الصعب إن لم يكن من المستحيل اختزال قضايا مصر كلها فى مناقشات لا تستغرق ساعتين ما يعنى العمل على تنظيم ندوات أخرى لتلك القضايا. وبغض النظر عن حجم الاختلاف فى الطرح بشأن سبل نهضة مصر فإن الخطوة الأولى لتحقيق ذلك هو التحاور حول تلك الخطط، وذلك هو ما حققته ندوة المكتبة.

[email protected]