عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

يبدو أن معاناة الناس مع التعليم ومؤسساته بشكل عام وفى مواسم الامتحانات بشكل خاص فى مصر لها تاريخ، فقد نشرت جريدة « الجمهور المصرى « بتاريخ 9 يونية 1952 أى قبل قيام ثورة 23 يوليو بأيام خبرًا بعنوان:

«الجمهور المصرى» تحقق بحادث انتحار الطالب الذى فضل الموت على أسئلة التاريخ.. إنه الجيل الذى تدفعه وزارة المعارف إلى الموت..!

وجاء فى متن الخبر هذه قصة كانت «الجمهور المصرى» تتوقع حدوث مثلها فهى نتيجة طبيعية لفساد نظم التعليم فى مصر.. وهى نتيجة طبيعية أيضًا للفوضى التى لا حد لها على الإطلاق.. وعندما اطلعت «الجمهور المصرى» على تفاصيل هذه القصة لم تدهش لها إذ كنا أول من أطلق صفارة الإنذار فى وجه المسئولين بوزارة المعارف.. كنا أول من نادى بوجوب تغيير هذه النظم البالية التى تجر فى ركابها الفشل الذريع وتهدد جيلاً بأكمله من أبناء مصر بظلام المستقبل.. هذه النظم التى رسمها لنا الاستعمارى الكبير «دانلوب» منذ عهد الاحتلال الأكبر حتى الآن!

وتبدأ القصة عندما خرج الطالب «إبراهيم سلطان وهبي» من منزله فى صباح الاثنين الماضى فى طريقه إلى لجنة الامتحان بالدقى.. وكان إبراهيم يبدو وكأنه لم يذق طعم النوم منذ أن ولد! كان يجر أقدامه جرًا وهو يجاهد فى سبيل الوصول إلى قاعة الامتحان.. لقد قضى شهرين ساهرًا بين كتبه منزويًا فى غرفته الصغيرة لا يرفع رأسه عن الصفحات المتكاثرة تحت بصره إلا ليأخذ رشفة من قدح الشاى الثقيل الذى كان يعينه على مواصلة الليل بالنهار.. ويقول إبراهيم مدمع العينين لقد مكثت قرابة نصف الساعة وأنا أحاول فهم أسئلة الامتحان.. ولكننى كنت أقرأ السؤال عشرات المرات دون أن أصل إلى أية نتيجة.. ونظرت إلى زملائى الطلبة فوجدتهم فى حالة يرثى لها.. ولم أجد واحدًا منهم قد بدأ يكتب حرفًا واحدًا فى ورقة الأجوبة.. وأحسست وأنا فى غمرة من التفكير العميق أن الغرض من هذه الأسئلة ليس مجرد اختبار مقدار تفهم مستوى الطالب.. وأحسست أيضًا أننى لن أستطيع الإجابة على حرف واحد من حروف هذه الطلاسم حتى لو استعنت بالتنجيم وضرب الرمل!.. لقد ذهب تعبى هباءً منثورًا أمام هذه الألغاز الغامضة!.. لم أطق صبرًا أمام هذه الكارثة التى قضت على البقية الباقية من أعصابى، فما أشعر إلا وأنا ألقى بنفسى من نافذة القاعة إلى الفناء!.. إننا نقدم هذه القصة الخطيرة إلى الرأى العام وإلى المسئولين فى وزارة المعارف.. إن «الجمهور المصري» لا يمكن تصور أن عقلية المشرفين على أبناء الجيل الجديد تقبل هذا المنطق الغريب.. منطق التعجيز لا الامتحان..وأن ضمائرهم ترضى عن تعقيد نفسية هذه الفئة التى تقف على أعتاب الحياة..فى انتظار الغد»..

ما رأيكم دام فضلكم، والمشكلة مازالت وغيرها قائمة فى مدارسنا (كثافة الفصول / احتياج لمعلمين / دروس خصوصية) فى زمن «التابلت» ونحن على عتبات الجمهورية الجديدة، ونعيش بالفعل فترة تحقيق الأحلام، بل هى المعجزات والإنجازات العبقرية التاريخية التى اختصرت فيها دولة 30 يونيو الزمن لإنجاز ما لم يتحقق إنجازه على مدى نصف قرن من الزمان فى 7 أعوام فقط.

[email protected]