رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

 

أشعر بسعادة بالغة كلما خطونا خطوة، كبرت أم صغرت على طريق الخروج من الوادى الضيق إلى أفاق الصحراء الشاسعة، وكما كان شعورى الذى سجلته فى مقال لى حول اجتماع مجلس الوزراء فى العلمين منذ نحو عامين، ينتابنى الشعور ذاته بشأن اجتماع الحكومة وبرئاسة مدبولى أيضا منذ أيام فى العاصمة الإدارية. دعك من الخلاف القائم بين أكثر من فريق حول فقه الأولويات.. عاصمة إدارية وعلمين أم تعزيز الإنفاق على التعليم والصحة وخلافه.. فنحن أمام رؤية تمت وتنطلق سريعا على طريق التحقق ومن حق المؤمنين بها والقائمين عليها أن يأخذوا فرصتهم وقد بدأت تؤتى جانبا من أكلها.

هذا الاجتماع هو الأول ولن يكون الأخير، بل إن رئيس الوزراء وفى سبيل تعزيز الخطوة قرر أن يكون الاجتماع بالتبادل مع المقر القديم فى قلب القاهرة.. مرة هنا وأخرى هناك فى تأكيد وتمهيد للانتقال «التدريجى» لعمل الحكومة بكافة وزاراتها من هناك ولبدء الأطقم المختصة فى كل وزارة، حسب تصريحات مدبولى، بالتشغيل لمبانى الوزارات.

فى إطار اهتمامى برؤية الدولة ومشروعاتها الطموحة، خاصة المتعلقة بالتوسع العمرانى كنت قد زرت منذ شهر تقريبا العاصمة الإدارية وقمت بجولة على مختلف أرجائها، وتابعت عن قرب ما وصلت إليه المشروعات من تنفيذ على أرض الواقع. على وقع هذه الجولة أقول لا يمكن لمنصف سوى أن يصادق على أقوال رئيس الوزراء بأن ما تحقق خلال ٥ أعوام كان من المفترض أن يستغرق فترات زمنية لا تقل عن ١٥ أو ٢٠ سنة فى دول أخرى، وأن حال العاصمة يؤكد بحق أن مصر تخطو بخطى حثيثة وقوية نحو المستقبل رغم كل التحديات.

غير أنه وللإنصاف أيضا ومن واقع الجولة، يمكن القول إن الحديث عن انتقال بمعنى انتقال حقيقى ربما أمر يكون به قدر كبير من التفاؤل أو يشوبه قدر من المبالغة، ذلك أن الحى الحكومى الذى يضم الوزارات – وخلال وقت زيارتي– كان ينقصه الكثير من الأعمال التى تجعله فى وضع يسمح له باستقبال موظفين فضلا عن جمهور، بما يعنى أن بيئة العمل غير مهيأة ويخشى أن يفسد التسرع روعة التصور الموضوع والمأمول لعمل الوزارات فى عاصمة إدارية جديدة!

وفى حدود مقال صغير كلماته محدودة أشير إلى أن العاصمة تبدو لأى زائر منطقة إنشائية بامتياز، وهو أمر طبيعى وأنه يبقى أن يتم مزج هذا الطابع بالعمران البشرى الطبيعى الذى يمثل انتقال الوزارات أحد أهدافه، وهو أمر لن يتم أو يمكن أن يتم بشكل جيد ورائع إلا اذا أخذنا بالاقتراحين التاليين.. الأول هو توفير وسائل مواصلات عامة متنوعة اقتصادية وفاخرة من الميادين الرئيسية فى القاهرة مثل التحرير ورمسيس لتحقيق فكرة حرق المراحل فى تعزيز حركة المواطنين بالعاصمة، فليس كل مواطن يريد قضاء مصلحة بإحدى الوزارات يملك سيارة، وذلك تمهيدا للثورة التى سيحدثها تشغيل المونوريل فى الانتقال من وإلى العاصمة من خلال وسيلة نقل عامة مريحة وحديثة وسهلة.. وكذا الإسراع بإقامة وتشغيل سوق تجارى ضخم (مول) ومنح تلك الفكرة أولوية كبرى وليكن على غرار ذلك الذى أقيم فى فترة مضت على طريق الإسكندرية الصحراوى، حيث حقق جذبا لحركة الناس بشكل كبير، لإخراج ذهنية من يتحرك فى العاصمة بأنه يتجول فى صحراء، فضلا عن تحويل المكان إلى مقصد للمشترين والمتنزهين بما يقدمه ذلك السوق التجارى من خدمات وعروض سلعية وفنية وتخفيضات، وهى تجربة معتمدة ونفذتها دول عديدة. من المؤكد أن هناك مقترحات أخرى وقد تبدو مثل تلك التى تقدم هنا ساذجة ولكنها تعبر عن أفكار رجل شارع عادى ليس لديه ما يقدمه سوى ما يتصور أنه يعبر عن حبه لوطنه.

[email protected]