رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

كما لو أننا لم نكتف من حالة الرعب التى نعيشها بسبب فيروس كورونا الذى لايزال يهدد حياتنا على هذا الكوكب ليأتى فيلم «لا تنظروا إلى السماء» قبل أيام من نهاية السنة لُيكمل على ما تبقى لدينا من أمان حتى ولو كان وهميًا، ليهددنا هو كذلك بنهاية العالم بقرب اصطدام نيزك بالأرض.. قريبًا!

وعشاق السينما فى العالم انتظروا بشغف عرض فيلم منصة نتفليكس «Don't Look Up أو لا تنظروا إلى السماء» باعتباره واحدا من الاعمال الانتاجية الضخمة للمنصة لأنه يضم مجموعة كبيرة من النجوم، كل واحد منهم يكفى لبطولة فيلم بمفرده مثل ليوناردو دى كابريو، جينيفر لورانس، جونا هيل، ميريل ستريب، وكيت بلانشيت وغيرهم، ومن إخراج آدم مكاى، وهو من المخرجين الكبار والذى تعمد فى هذا الفيلم أن يقدم الكوميديا السوداء، فبرغم الكارثة التى تكتشفها طالبة الدكتوراه كايت ديباسكى (جنيفر لورانس) مع البروفيسور د. راندال ميندى (ليوناردو ديكابريو) بتوجه مذنب يبلغ عرضه حوالى 9كم للاصطدام بالأرض ويهدد بتدميرها بعد حوالى 6 أشهر، إلا أن كل الذين يلجأون إليهم من السياسيين والإعلاميين ورجال الأعمال يتعاملون مع التهديد باستخفاف وبالضحك والسخرية منهما!

والفيلم ليس كمثله من أفلام هوليود الشهيرة التى تدور حول نهاية العالم، لانتشار وباء خطير، أو لهجوم كائنات فضائية، أو اصطدام وشيك من مذنبات بالأرض تهدد بفناء البشرية، والتى يتعامل معها الجمهور عادة كنوع من الخيال العلمى الجامح وبعيدة عن الواقع تمامًا.. ولكن هذه المرة يأتى فيلم «لا تنظروا إلى السماء» واقعيا جدًا، بل إن الذين يهددون فناء البشرية هذه المرة ليسوا كائنات فضائية ولا حتى ذلك المذنب ولكنهم شخوص حقيقيون نعرفهم كسياسيين وإعلاميين ورجال أعمال والمليارديرات الجدد من أصحاب شركات التواصل الاجتماعي!

فمثلا الرائعان «ميريل ستريب» و«جونا هيل» فى دور رئيسة الولايات المتحدة الأمريكية، ورئيس الأركان، كانا قريبى الشبه بالرئيس ترامب وعائلته فى طريقة تعاملهم بخفة مع وباء كورونا فى بداية الجائحة حتى يفوتوا الفرصة على الديمقراطيين الذى اتخذوا من الفيروس وسيلة لممارسة ضغوط سياسية على البيت الأبيض من خلال حملة إعلامية شرسة على التليفزيون والسوشيال ميديا سخرت بعنف من ترامب وصوروه كرجل أحمق لا يفهم فى السياسة وفاشل فى طريقة تعامله مع الوباء.. والاثنان تركا كورونا ينتشر وهو يحصد الاف الأرواح يوميا من الشعب الأمريكى المنقسم على نفسه بين الحزبين.. وكذلك من شعوب العالم إلى درجة إنه بات يهدد فعلا وجودنا فى العالم دون الحاجة إلى مذنب يأتى من الفضاء ليدمرنا!

ومع أن الفيلم يستحق المشاهدة ولكن يعيبه القضايا الكثيرة التى يحاول أن يعرضها، وطريقة معالجتها التى تجعله أقرب إلى المسلسل التليفزيونى، وهى عمومًا سمة إنتاج نتفليكس من الأفلام فهى مثيرة ومشوقة ولكنها ليست مبهرة.. ورغم أن بعض هذه الأفلام بميزانيات ضخمة وبنجوم كبار مثل فيلم «لا تنظروا إلى السماء» ولكنها تصلح أن تكون مسلسلا تليفزيونيا لجمع واستعراض كل هذه الأسباب أو النيازك الصغيرة التى نصنعها بأنفسنا وستؤدى فى النهاية إلى تدمير الأرض.. مثل التغير المناخى، والتلوث، والصراعات السياسية الدولية، ورجال الأعمال، والاعلام، والسوشيال ميديا.. حتى عدم الايمان يمكن أن يكون واحدا منها.. ليبقى السؤال هل سيأتى يوم وتدمرنا من الداخل أحد هذه النيازك وننقرض مثل الديناصورات!

[email protected]