رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ــ هلَّ علينا الشتاء بلسعات برده القاسية تاركًا وراءه الخريف المسالم حزينًا تتساقط من أشجاره الأوراق ولعل لسان حال الخريف يقول سوف لا تستمر أيها الشتاء فكما رحلت أنا سوف ترحل أنت ويأتى الربيع من بعدك يختال ضاحكًا من الحسن حتى كاد أن يتكلم ثم يأتى من بعد ذلك الصيف بحرارته الدافئة وشمسه الساطعة وكأنه يعوضنا عن برودة الشتاء.

ــ وإذا كان البعض يرى فى الشتاء دفئًا معنويًا كبيرًا حيث توجد الفرصة لأن تتجمع الأسرة – وقلما تجتمع فى زمننا الحالى – هربًا من برودة الجو ألا أن البعض الآخر نكاد نسمع تلاطم أسنانهم من برد الشتاء ويصارعون أمعاءهم الخاوية بأجساد أنهكها برد يتسلل اليهم من كل مكان من فوقهم ومن أسفل منهم فلا أقل من أن نسعى جميعًا كُل حسب مقدرته وأن نقوم متكافلين أنسانيًا ومتعاونين على البر والتقوى لمساعدة هؤلاء الفقراء.

ــ إن التعاون بين البشر أمر إلهى أنزله الله من السماء حيث قال فى كتابه الكريم «وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ» سورة المائدة الاية 2، أن تقديم العون لإخوة لنا يجلب لنا الخير ويجلب لنا عون الله سبحانه وتعالى فإن الله فى عون العبد ما دام العبد فى عون أخيه.

ــ إن تقلبات الجو تكسر ملل الحياة فيوم حرور ويوم بارد ويوم هواؤه عليل يداعب أجسادنا وهى رسالة إلى البشر فكما الجو يتقلب بين هذه وتلك فأن الحياة والزمن يتقلبان بين قوة وضعف وبين صحة ومرض وبين عسر ويسر وبين سعادة وشقاء وأيضًا بين غنى وفقر فليس هناك استقرار على حال فدوام الحال من المحال.

ــ إن الله سبحانه وتعالى يبتلى الانسان وكل ابتلاء هو اختبار لقدرة الانسان على الصبر فمن صبر ظفر، فإذا كانت الحياة نراها فى بعض الأحيان قاسية فأنها تتقلب بين حال وحال فلا تستقر عند حال.

ــ يا أيها الشتاء ويا أيها البرد القاسى لقد تعلمنا الدرس وسوف نقوم جميعًا كلٍ حسب قدرته لمساعدة أخوة لنا فى الانسانية داهمهم هذا البرد فلن نتركهم فٌرادى لينفرد بهم البرد ويقسو عليهم فإذا كانت الطبيعة تبدوا أحياناً قاسية، إلا أن الله سبحانه وتعالى جعل بيننا قلوبًا حانية لن تترك أخوة لها فى الانسانية سوف تقف بجانبهم وتتكافل وتتعاون معهم حتى يعبر الفقراء الشتاء.