رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

مازلنا نطرق أبواب البيوت الشائكة.. ونفتح النوافذ المغلقة لنكشف المستور وما أفرزته أمراض المجتمع المصرى من غصة فى طبيعة العلاقة بين المرأة والرجل أدت إلى المزيد من التوتر والتعقيد واللخبطة فى الطبيعة الفسيولوجية لكليهما... فكانت «العنوسة» احدى هذه الآفات ذكرت بعض أسبابها فى الحلقة السابقة... وما زلت أستعرض أسبابها، لأنها الحقيقة المفزعة فى كل بيت.. وآفة باتت تهدد كيان المجتمع المصرى فى «مقتل» كشفتها  الدراسات والإحصائيات التى تؤكد أن مصر تخطت الخط الأحمر «للعنوسة».

وآخر دراسة للجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء بأن عدد من وصلوا إلى سن الخامسة والثلاثين دون زواج تعدوا الملايين... وزادت النسبة أيضا بين الذكور... وتختلف العوامل التى أدت إلى تفاقمها بل وتفشيها وتصب جميعها فى بوتقة البعد عن منهج رب العالمين وهدى سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام... إلا أن المشكلة تكمن فى نظرة المجتمع التى تشعرها بوجود نقص فى شخصها وتبدأ العروض «الغريبة» للزواج وليس من حقها أن ترفض وإن رفضت يقول البعض إنها تخفى شيئا.

ويبدو أن الزواج لم يعد من بين أولويات شباب.. وأن هناك معتقدات وأفكارا أصبحت راسخة فى نفوس الشباب أكبر بكثير من الرغبة فى تكوين أسرة وبيت.. قد يكون التغير الفسيولوجى للرجل الذى أصبح «اتكاليا»..يعتمد على مواصفات واغراءات أكثر للفتاة التى يتمناها... حتى الجمال والدين أو التربية لم تعد مغرية بالنسبة للرجل... لكن حصول الفتاة على وظيفة أو أن تكون لديها أموال أهم بكثير من أى صفات أخرى... وليس العكس لدى الفتاة التى ترتبط برجل تتوفر فيه كل الامكانيات التى تجعلها تعيش حياة الرخاء... فالرجل أصبح طماعا والمشاعر بالنسبة له مجرد محطة ليس إلا... يقتنيها على منصات التواصل الاجتماعى فقط.

يا سادة.. الرجولة هى غض الطرف عن التفاهة والسفاهة والالتزام بما يرفع المقام والمكانة.. حتى أصبح المجتمع الرجولى يتجه نحو التخنث والتميع بسبب استيراد الأخلاق الغربية.. وميزة الرجولة فى الشباب والذكور ضاعت بسببها وكما انعكست سلباً على علاقة الرجل والمرأة. أسباب كثيره أدت إلى تفشيها نفسية واجتماعية واقتصادية.. أهمها رحلة شاقة من العناء والبحث لدى الشباب عن وظيفة «ياكل منها عيش» فى ظل انعدام أو توفير الوظائف اللائقة بهم بما يتناسب مع مؤهلاتهم الجامعية أو حتى غير الجامعية.. وأصبح الشاب يعتمد على الفهلوة وخفة اليد حتى أصبح المؤهل الجامعى لا يزيد على كونه «برواز على حيطة» ... ده لو كان هناك حيطة أصلا... أما الفتاة فلم تعد تكترث بتخطى من سنوات العمر فقد تتعدى العقد الرابع وما زالت تصر على البقاء دون زواج  إلى أن تجد الرجل المناسب الذى يوفر لها الحياة الكريمة والمستوى المعيشى اللائق.. فلم تعد العنوسة ذلك الشبح الذى يهدد معظم الفتيات.. فالطرفان غارقان.. والظاهرة تستشرى بسبب ضعف الإمكانات المادية وتدهور القدرة الشرائية والغلاء الشديد فى ظل ارتفاع كلفة الزواج... ده طبعا غير سكن الزوجية الكارثة الأكبر التى تواجهها كل أسرة بمجرد التفكير فقط فى زواج الأبناء.

قصور شديد فى عملية توفير شقة من قبل الجميع.. ولا أعلم أين تذهب مساكن محدودى الدخل فى كل محافظة. هذا إلى جانب حقيقة أن النظرة المادية حلت فى كل شىء... حتى انهارت أسطورة العواطف والمشاعر بين الطرفين والعلاقة الثابتة الاصيلة بين الرجل والمرأة كحب الأفلام القديمة.. فقد انتهى عهد التضحيات والإخلاص والوفاء للطرف الآخر وحلت مكانه الماديات بكافة أنواعها.. وقد لعب الإعلام الضال والأعمال الفنية الدرامية الهابطة التى تعتمد على المظاهر وترف الحياة دورا كبيرا فى ذلك.

--

رئيس لجنة المرأة بالقليوبية

وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية

[email protected]