رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

طرأ على المجتمع العربى بصفة عامة والمجتمع المصرى تحديداً تغيير جذرى فى طبيعة الرجل خلال السنوات الاخيرة. ومع تزايد اختراعات حروب الجيل الرابع والخامس وانتشار هوس كافة مواقع التواصل الاجتماعى بأشكال وأنواعه والمنصات الالكترونية الهلامية تعدى الأمر تدهور مستوى الذوق العام، وتراجع كل مستويات الحياء وانتشار معدل الوقاحة حتى أصبحت السمة السائدة فى المجتمع المصرى الذى يتسم عن غيره من المجتمعات العربية حتى والاسلامية بطابع التدين. المصرى الجدع الشهم الذى مهما عاش غارقاً فى أعاصير تقلبات الحياة الصعبة اختفت ضحكته.

مع هذا التطور جرى تدمير معالم الفضيلة بين الرجل والمرأة... وطمست الهوية الحقيقية التى تميز الصفات التى خلق الله عليهما منذ نشأت الكون... فلا فرق بين الرجل والمرأة فتاهت الهبات والمميزات.. فاختلطت المسئوليات وتبادل الأدوار وأصبح مفهوم النوع الاجتماعى «الجندر» مختلف ليس له علاقة بالناحية الفسيولوجية والبيولوجية لطبيعة كليهما...حيث طالبت النسويات بالمساواة بين الرجل والمرأة فى الواجبات والحقوق. لذلك فهو مفهوم يعد غربى الجنسية وشرقى الملامح...وهو يعتمد على العلاقات الاجتماعية والأدوار التى يحددها المجتمع بين الرجل والمرأة.. فمنذ أن طالبت المرأة بالمساواة بين الرجل المرأة... نسى الرجل الدور الحقيقى له فى مجتمع ذكورى كما يشاع شكلا فقط... ولكن مفروغ من المضمون.

وبدأت ظاهرة عجيبة تنتشر فى مجتمعنا انهيار النخوة والشهامة والرجولة حتى أصبح الرجل اتكاليًّا يعتمد على المرأة ليس فقط فى المواقف الصعبة حتى فى أكل العيش...وتوفير وسد احتياجات الأبناء فانتشرت ظاهرة المرأة المعيلة خاصة فى المستويات الاجتماعية المتدنية التى ينتشر فيها الفقر والجهل والامية التى تخرج من الصباح الباكر وتعود لأسرتها « شايلة البطيخة» التى كان يحملها الرجل لبيته بعد من عودته من عمل شاق كما كان  فى أفلام العربى زمان... تغيرت الأدوار للأسف وبكل برود أصبح الرجل عند اقباله على الارتباط للزواج يلهث وراء الفتاة التى تعمل ولها مرتب آخر الشهر... او تتعاون معه فى تدبير أثاث الزوجية ومتطلبات البيت... و«ممكن يفضل يدور على البنت اللقطة اللى تشيله من كله ومفيش مانع تصرف عليه وتأكله وتشربه»... هى الشهامة راحت فين ... قصص وحكايات لسيدات معدمات يروين يوميات مأساوية لهن أستمع لهن يومياً. والله أصبت بذهول من هول ما أسمع وأرى... والسؤال أين أنتم يا معشر الرجال.. والناس الشقيانة راحت فين ؟.

عفوا يا معشر الرجال!.. لا شك أن الرجل يمثل جذع الشجرة الذى يقيمها ويوقفها..وهو كذلك الفروع والأغصان والورق الذى يضلها ويحميها من كل جانب...وتأتى المرأة لتكون ثمار هذه الشجرة..يفر الناس من المخاطر ويخشونها..وتفر المخاطر من الرجال وتخشاهم وتخافهم...فالرجل الحقيقى هو الذى يستطيع أن يبنى برجولته..أكبر جدار ممكن لتختبئ خلفه أنثاه وتشعر بالأمان.

الرجل هو الذى يلجم نفسه عن الانقياد خلف شهواتها..بل يوجهها لكل ما هو خير حتى لو كان فى ذلك مشقة...تُعتبر الفحولة شكلًا من أشكال الذكورة المرتبطة بالقوة وتجاهل العواقب والتهرب من المسؤولية... ياللعجب..فمن أكبر صفات الرجل الحقيقى أنه طفل.. إذا ما احتاج الموقف وكهل إذا تطلب الأمر.. الرجل يتحمل الصعاب ويتجاوز العقبات ويستمر بالمحاولة مهما حاولت الدنيا إفشاله...الرجل الحقيقى يحفظ أعراض الناس..ويخاف عليها كما يخاف على عرضه تمامًا...الشجاعة كنز الشجاع ورأس ماله وسلاحه الذى يجابه به كل صعاب الدنيا مهما تكررت ومهما حاولت أن توقفه.. فلا توجد امرأة على وجه الأرض لا تتمنى أن يكون الرجل الذى ترتبط به حنونا على قدر كبير من المسئولية ..ويتمتع بقدر كبير من الحنان.. وللحديث بقية .

--

 رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية

[email protected]