رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

نشرت وسائل الاعلام منذ يومين خبرا عن لقاء بين د. مصطفى مدبولي رئيس الحكومة ود.نفين القباج وزيرة التضامن، ناقشا فيه دراسة صرف معاش للفلاحين، تحت مسمى معاشك في ايدك، يقوم الفلاح بتسديد دفعة أولى، ثم دفع أقساط دورية يحدده الفلاح حسب ظروفه لمدد محددة لحين بلوغ سن التقاعد أو «وقت الاستحقاق»، ويكون الاستحقاق في صورة مكافأة بدفعة نقدية أو في شكل شهادة استثمارية يتسلمها حين بلوغ الاستحقاق أو في حالة الوفاة أو الإصابة بالعجز الكلي.

للأسف هذا المشروع، حسب ما فهمت من الخبر، لا يعد معاشا بل مجرد وديعة تختلف قيمتها من فلاح لآخر، تسدد للفلاح أو ورثته عند الوفاة أو العجز أو بلوغ سن التعاقد.

قبل سنوات تقابلت مع محمد عبدالقادر رحمة الله عليه أول نقيب للفلاحين، واقترحت عليه أن يناقش مع الحكومة فكرة صرف معاش شهرى للفلاحين مثل سائر الموظفين، يسدد الفلاح مبلغا شهريا حسب مقدرته المالية، ويضم للنظام التأمينى، ويصرف له عند العجز أو الوفاة وبلوغ سن التقاعد مبلغ شهري يعين أسرته على الحياة، كما اقترحت عليه يومها العمل على ضم الفلاح لنظام التأمين الصحى، وقلت له إن هذه الفئة من المواطنين يبلغ تعدادها ما يقرب من نصف سكان مصر، وأغلبهم يعمل باليومية، أو يزرع مساحات صغيرة جدا من القراريط، وأن بعضهم بسبب قلة الدخل من الزراعة هاجروا من الريف إلى المدن للعمل فى المعمار أو غيره، وأهم من هذا وذلك أن هذا الفلاح الذى يعمل باليومية أو فى زراعة بعض القراريط الصغيرة عندما يمرض أو يعجز أو يدخل سن الشيخوخة لا يجد مصدرا ينفق منه على مرضه وعلى أسرته.

وبالفعل طرح الرجل رحمة الله عليه فكرة المعاش في وسائل الاعلام، وطرحها من جاء بعده من النقباء، وللأسف لم تأخذ به الحكومة حتى اليوم، وكل ما يصدر عنها مجرد تصريحات، تتناول فكرة الوديعة وليس المعاش الشهرى، وهذه الفكرة لا تفيد أسرة الفلاح عند عجزه أو وفاته أو عند تقاعده، لأن الأسرة في الغالب سوف توزع المبلغ المقطوع على أفرادها كميراث في حالة الوفاة، أو تنفقه على المعيشة في حياته، وبعد نفاد المبلغ بالإنفاق أو التوزيع لن يجد الصغار من الأولاد من ينفق عليهم.

د. مدبولى مطالب بإعادة النظر في فكرة معاشك في ايدك، وبحث إمكانية ضم الفلاحين والعمالة اليومية إلى نظام التأمين الاجتماعى والصحى بمبالغ شهرية تتناسب وظروف المشترك المالية، هذه الشرائح كما سبق وذكرنا تمثل أكثر من سكان مصر، وليس من العدل أن نتركهم وأولادهم بلا دخل عند العجز أو الوفاة أو التقاعد. هذا أقل شىء نقدمه لمواطن يكدح طوال العام فى المياه الراكد والطين والسباخ ومع المواشي لكى نأكل نحن.

[email protected]