رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج المقصورة

لست من هواة الحكم على الأحداث مبكرًا، ولا أفضل مبدأ التخمين دون مؤشرات مؤكدة، ولكن فى طروحات البورصة أخشى من التهويل والمبالغة، وفلسفة شوف مؤسسة إيه داخله الطرح، وتغطيته مسمعة فى كل الدنيا، ومن قبيل هذا الكلام، أمر يقلق ويوجع القلب.

طرح إى فاينانس الذى يتم عليه التداول خلال أيام أخشى أن يكون «زوبعة» تنتهى بما لا تحمد عقباه، يعنى العمل على تهويل بشأن الطرح والتغطية، وأنه الطرح «الجبار»... أتمنى أن يعكس هذا الاكتتاب إيمان المستثمرين، والمؤسسات بالشركة، ولا يكون هذا الإيمان مرتبطًا بشهر حماية استقرار سعر السهم، وبعدين «السهم يتبهدل» وينزل تحت سعر اكتتابه عند 13.98 جنيه.

اكتتاب إى فاينانس هو الأخطر فى تاريخ الطروحات الحكومية، بسبب التوقيت، وما تعانيه الأسواق المالية العالمية من عدم استقرار نتيجة حالة الارتباك فى الاقتصاد العالمى، وموجة التضخم العالمية التى لا ترحم، وقبل كل ذلك حالة سوق الأسهم المحلية «المايل»، الذى زاد سوءًا بعد الإصرار على فرض ضريبة الأرباح الرأسمالية، فى منطقة تحظى بأسواق «تفرش» الورد والرمل للمستثمرين، وتقدم لهم التيسيرات على طبق من «ألماظ».

ليس لهذه الأسباب فقط الطرح هو الأخطر، وإنما سوف يترتب عليه مصير باقى الطروحات الحكومية القادمة، لأن فشل الطرح معناه كتابة «شهادة وفاة» للاكتتابات المقبلة أولًا، والبورصة المصرية ثانيًا.

البعض يهلل للتغطية وعدد مراتها، ونسى أن اكتتابات سابقة حققت تغطية فاقت الأذهان، ولا يزال سعر أسهمها المتداول فى البورصة رغم مرور سنوات على طرحها يتداول تحت قيمة سعر الاكتتاب، وأنطبع فى الأذهان «اكتتابات سيئة السمعة» بعدما «شرب» الكثير من صغار المستثمرين «المقلب»، ولا تزال أموالهم محبوسة، لأن البيع معناه خسائر بالملايين.

علينا أن نتذكر تغطية اكتتاب راميدا كانت تقريبًا ٣٦ مرة، واكتتاب ثروه كابيتال تمت تغطيته ٣٠ مرة، واكتتاب إعمار تمت تغطيته ٣٦ مرة، والنتيجة لا تعليق.

كل ذلك «كوم» والعك فى طرح «إى فاينانس» «كوم تانى» لا إفصاح ولا شفافية، خاصة بعد الزيادة فى عدد الأسهم المطروحة للبيع، فقد كان من واجب الرقابة المالية بعد موافقتها على الزيادة أن تحدد فى موافقتها توجيه هذه الزيادة.. هل هى للطرح الخاص أم العام أم مناصفة أم لمستثمر استراتيجى، ولكن تركت السوق يجتهد و«يفتى»، حتى ولو أعلنت الشركة فيما بعد أن الزيادة لمستثمر استراتيجى كان من الأولى أن يكون الإعلان عن ذلك عبر الرقابة المالية.

يا سادة.. مصير الطروحات الحكومية والبورصة متوقف على طرح «إى فاينانس».. نكون أو لا.