رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

 

 

وانقطع اللسان عن العالم ورأيتنى وحيدًا، أخاطب نفسى مع فنجان قهوة مر مرارة الوحدة والانكسار..

اتصلت على الفور بصديقى وانا لا اصدق ما يحدث.. صحيح الفيسبوك تعطل.. فقال لى بشماتة: اه.. وكمان الواتساب وتابعهما إنستجرام.. يا حرام.. سألته لماذا كل هذا الحقد على تلك الوسائل والتطبيقات المسلية والممتعة..؟!

فذكرنى بمأساة الأسرية وقع فيها من عام وحتى اللحظة بسبب «إيموشن» لاف وادعمك واحيانًا «قبلات».. اتصلت بصديق آخر.. شوفت ايه اللى بيحصل فى العالم تخيل فيسبوك وواتساب وانستجرام.. اعطال.. ولم يخفَ هو الآخر الشماتة وكأنه يوم عيد بالنسبة له..فقد كان واتساب سببا فى قطع الأرحام حيث تسبب خطأ فى تحويل رسالة نميمة شقيقته حول أخلاق ابنة خالته وبالخطأ نقلت إلى جروب العيلة وكانت معركة تم خلالها تصفية الجروب وقطع الأرحام.

حكايات كثيرة حول أسر تدمرت وأرحام قطعت وصداقات تفسخت بسبب فيسبوك وواتساب وانستجرام.. ولكن مع العلم تلك الوسائل لم تكن هى السبب فى مجرد أداة موصلة نكتشف من خلالها أخطاءنا..هى مجرد مرآة نشاهد فيها أنفسنا على حقيقتها.

ومع الوقت المصدوم، لم أجد مفرًا مما كانت بالنسبة لى ليلة حزينة انقطع فيها الفيس بوك وصديقه الواتساب وأخوهما الصغير انستجرام عن الصور والكلام والاحلام.. ليلة ذابت فيها الكلمات وانشقت آبار الاحزان، وكان لابد لى من أن أتصرف، قمت بالتقليب فى الأخبار وقرأت خبرًا حول مطالبة مصلحة الضرائب المصرية، صانعى المحتوى من المدونين وأصحاب القنوات على منصة يوتيوب (البلوجرز واليوتيوبرز)، بالتوجه إلى مأمورية الضرائب «فتح ملف ضريبى للتسجيل بمأمورية الضريبة على الدخل، حسب تدوينة للمصلحة.. الخبر صادم.

توجهت على الفور إلى اليوتيوب أستمتع بعراك القرشانات وألش الشباب والفتيات ومشاهدة حلة السيدة أم نور وهى تقلى البادنجان فى حجرة النوم على البابور.. فربما تكون اخر المشاهدات.

العالم يتغير كل ساعة ونحن الآن لا نعلم نفتح اليوتيوب ام نقفله وكيف تستخدم التواصل الاجتماعى..

أما المعلومات التى توصلنا إليها من المواقع الصحفية فى الاخبار قالها اثنان من أعضاء فريق الأمان فيس بوك، اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما لأنهما غير مصرح لهما بالتحدث علنًا، قالا إنه من غير المرجح أن يكون الهجوم الإلكترونى هو سبب المشكلة، وذلك لأن التكنولوجيا التى تقف وراء التطبيقات لا تزال مختلفة بما يكفى لدرجة أنه من غير المحتمل أن يؤثر اختراق واحد عليها جميعًا فى وقت واحد.

إذن أين هى المشكلة وما سبب الانقطاع الذى تسرب إلى العالم ووصل بلادنا التى أصبحت لا تستغنى لحظة عن هذا الثرثار فيسبوك والصندوق الأخضر مجمع الاصدقاء والبديل غير الآمن لصلة الأرحام وجامع العائلات والصور والمعلومات وتهانى الجمعة المباركة والاعياد والفيديوهات والذكريات وصغيرهما انستجرام صاحب فلاتر الصور والفيديوهات القصيرة التى لا تتعدى الدقائق واللحظات.

أكيد ما يحدث مجرد أوهام وخيالات.. وفى الصباح عاد كل شيء كما كان.. يصدح ويقول أنا جيت نورت البيت فيس وواتس وتابعنا اجرام انستجرام.