رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

لا شك أن وضع برامج رعاية حماية تأمينية للفنانين ضد المخاطر، يمثل دعمًا لـ«قوة مصر الناعمة»، ويستفيد منها قطاع عريض من العاملين بالقطاع الفنى ربما لا يعرف الناس عنهم شيئًا.. مع أن المجال الفنى يعتمد عليهم فى تقديم منتج فنى يمثل مصر إلا أن معظمهم تقريباً يعملون بشكل موسمى وبالقطعة وبلا وظائف منتظمة ولا يمتلكون مصادر بديلة للدخل.

وحتى نقرب الصورة عن هذا القطاع الخفى المظلوم هو مثله مثل كومبارس السينما الذين يحصلون على القليل ويستحوذ البطل أو البطلة على معظم ميزانية الفيلم، وهذا عادى فى كل العالم حيث إن تسويق الفيلم وإيراداته يعتمد أساساً على أسماء الأبطال، ولكن المشكلة فى الظلم الواقع على الكومبارس لدينا.. ولو أن هذه البطلة أو ذلك البطل قام بتمثيل الفيلم بمفرده بدون كومبارس لن تبلغ إيراداته ألف جنيه على الأكثر.

نفس الشيء يقال على كل عناصر إنتاج الفيلم من أول عامل البوفيه حتى المخرج.. فمهما كانت جماهيرية البطل أو البطلة لن يظهر لهما فيلم أو مسرحية أو مسلسل واحد دون بقية العاملين.. ولذلك يحصل بقية العاملين فى العمل الفنى فى دول مثل أمريكا وأوروبا على أجور وتأمين صحى تجعلهم يعيشون بصورة كريمة.. ومن المعروف أن التأمين على العاملين من المخاطر خلال تصوير العمل الفنى فى هذه البلاد شيء أساسى ولن تستطيع شركة إنتاج أمريكية أو أوروبية الاستعانة بكومبارس واحد دون التأمين عليه خاصة خوفًا من نقابات الممثلين!

ولا شك أن مبادرة الرئيس السيسى بتدقيق قاعدة البيانات الخاصة بحصر وتسجيل الفنانين بمختلف فئاتهم بالتنسيق والتعاون مع النقابات الفنية المختلفة؛ وذلك لشمولهم ببرامج الحماية التأمينية والرعاية الاجتماعية ضد المخاطر المتنوعة مثل الشيخوخة والعجز وغيرها، والتى قد تعيقهم عن أداء عملهم.. هى مبادرة عظيمة ومطلوبة، ولكن ما كنت أتمنى أن تتدخل الدولة فى ذلك، طالما هناك نقابات، وأن تتولى هذه النقابات وضع هذه البرامج والعمل على تأمين الموارد اللازمة لها سواء بالحصول عليها من خلال استقطاع جزء من الضرائب التى تحصلها الدولة من هذا القطاع، أو بمضاعفة رسوم الرخص الفنية، أو الحصول على نسبة من إيرادات الأفلام والمسرحيات والمسلسلات.. أى من قطاع المنتجين والموزعين.. حتى لا تتدخل الدولة فى كل شيء!

ومع ذلك.. فإن الدولة مشكورة أرادت الحفاظ على قوة مصر الناعمة بحماية مكوناتها الأساسية من البشر بشكل إنسانى كريم.. وهنا يجب القول إن القوة الناعمة المصرية لا يمثلها الفنانون فى مجالات السينما والمسرح والموسيقي.. بل هناك قطاع كبير من الأدباء والفنانين التشكيليين.. ومعظمهم يعيشون فى أوضاع صعبة جدًا، ومن المحزن مشاهدة نداءات الاستغاثة اليومية على السوشيال ميديا لإنقاذ هذا الأديب أو ذلك الكاتب فى ظل نقابات ينتمون إليها فقيرة جدًا.. أعتقد أن هناك شيئاً خاطئاً فى هذه النقابات أو الاتحادات.. فماذا تكون قيمتها الحقيقية ما لم تستطع علاج أحد أعضائها.. وما ضرورة وجودها أصلاً ما لم تتمكن من تأمين حياة كاتب أو فنان بصورة كريمة!

[email protected]