رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عند ركوبى عربة المترو، جلس بجوارى أحد الشباب دون أن يرتدى كمامة، فنظرت إليه وسألته، لماذا لا يرتدى كمامة؟ فابتسم ابتسامة باهتة وقال لي: هل يمكن أن تسمعنى قليلاً؟!، ثم بدأ كلامه: فى البداية انظر حولك واسأل كم شخصا يرتدى كمامة، وكيف دخلوا المترو دون كمامة أو ربما البعض منهم ارتدى الكمامة أثناء دخوله ثم خلعها فأين المتابعة؟، ثم انظر إلى هؤلاء الباعة الجائلين وبضاعتهم المنتشرة فى المترو ومشاجراتهم الدائمة للبيع.

 واترك هذا جانباً بكل مساوئه التى لا ترضاها أنت أو أنا، وأرجوك أريد إجابة لسؤال يدور فى عقلى كلما أنظر لتلك البضاعة أو ورق المتسولين المطبوع أو المناديل الورقية وحبات الحلوى وهى تلقى على الركاب، السؤال هو كم شخصا لمس وتفرس تلك الأشياء، وكم شخصا منهم كان حاملا لكورونا، وهل انتقل الفيروس اللعين إلى وإلى غيرى من الركاب، مع العلم بأننى استقل المترو يومياً مرتين على الأقل، وأين المسئولون؟، فصمت أنا برهة وقلت له: يا بنى دعك من كل هذا فله مسئول سوف نتوجه إليه بأسئلتك، ولكن ابدأ بنفسك، فأخرج كمامة من جيبه ولبسها وأنا فى استغراب شديد، فبادرنى قائلاً: لا تستغرب، لأن الكثيرين بدون كمامة، ودون متابعة، وشعرت بأننى نفسياً خارج القطيع، فضحكت وقلت له: يا بنى أنت لست مع القطيع ولا ضد القطيع، أنت تحمى نفسك وأسرتك وكل من تتعامل معه.

الشيء الغريب حدث ونحن نتحاور، حيث فوجئت ببائع متجول يلقى بضاعته علينا دون استئذان ووقتها نظرت لبضاعته دون أن ألمسها، ربما خوفاً أو حرصا، متفكراً فى كلام من يجلس بجوارى، هل تلك البضاعة تحمل بين طياتها الفيروس اللعين وأصبح أنا مصابا به أو أكون دليفرى لكورونا لأسرتى وزملاء العمل والجيران، وتساءلت مع نفسى وتلك الأسئلة اطرحها حالياً للمسئولين عن هذا الجهاز، فى البداية أقول لوزير النقل ولكل مسئول: أنا أقرأ دائماً بيانات الحملات التى تشنها الجهات المختصة بالمترو فى محاربة تلك الظاهرة وغيرها، ولكن الواقع يقول: إن الظاهرة زادت واستفحلت، فليست البيانات كافية لمقاومة ظاهرة ولكن استمرار الحملات وتواجدها الفعلى واليومى داخل الجهاز هو الترجمة الحقيقية لمصداقية أى مسئول أو بيان، وتواجد واستمرارية الحملات يضفى مصداقية لدى المواطن العادى ويجبره على احترام القانون.

إنها مسئولية ويجب على كل من يتحمل مسئوليته أن يستمر فى تقديمها وليس الاكتفاء ببيان كل فترة، سواء رداً على مقال أو تحقيق صحفى أو حتى شكوى، فالمسئول لا ينتظر كل هذا، بل ينفذ مهمته وواجبه الذى أقسم عليه، فربما أجد نفسى يوماً مستمتعاً بالجلوس فى المترو دون إزعاج أو خوفاً من فيروس أو غيره، تلك هى مسئوليتكم، وما ينطبق على المترو ينطبق على السكة الحديد والموصلات الحكومية كافة

** شكراً

فى المقال السابق «دليفرى كورونا» كنت قد وجهت ملاحظة لجهاز مترو الأنفاق عن الرسالة الإذاعية القديمة بتوعية المواطنين عن فيروس كورونا أنها خاصة بالمرحلة الثانية ونحن فى المرحلة الرابعة، مما تفقد مصداقية الرسالة لدى متلقيها وبالفعل تم تغييرها وبرسالة أشمل وأكثر عموماً، فشكراً لمن استجاب، وكما ننتقد فأننا نشكر ونثنى على الاستجابة رغم أنها مسئولية القائم عليها ومهمته المنوط بها.

يتبع «المسئولية بقدر الحرية».

[email protected]