رادار
«كرّاكة» صغيرة الحجم تحاول بإصرار وعزيمة المساهمة فى محاولات تعويم سفينة عملاقة جنحت فجأة فى قناة السويس!
لا أعرف لماذا تجسد هذا المشهد أمام عينى وأنا أتابع حفل إطلاق تقرير التنمية البشرية فى مصر 2021: التنمية حق للجميع: مصر المسيرة والمسار، والذى قام على إعداده برنامج الأمم المتحدة الإنمائى بالتعاون مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية فى مصر.
بدا مشهد « الكراكة» فى نظر الكثيرين أمرا غريبا لا يُصدَّق، لكنه وفى لحظة ما أثبت هؤلاء الرجال مبدأ « أن تحاول فعل شيء أعظم وأبقى من الوقوف متفرجاً، وأن الشعور باليأس الذى قد يتسلل إلى قلبك - قبل عقلك- ليُخبرك بأن كل شيء قد انتهى، ليس سوى بداية النهاية فى قصتك التى ما تزال تستحق نهاية أجمل وأفضل»!.
لا أعرف لماذا تذكرت مشاعر سائق «الكراكة» بصحبة زملائه الذين فكروا واجتهدوا وانتقلوا إلى حيث رمال الشاطئ بعزيمة وإصرار محاولين تنفيذ فكرتهم التى بدت فى عيون الكثيرين أمراً مستحيلاً، لكنهم نجحوا فى تحقيق شيء عظيم!
فى المشهد الثاني، لا أعرف لماذا تجسدت أمام عينى صورة سائق رافعة فى أحد شوارع القاهرة وإلى جواره عامل بناء فى موقع إنشاءات، بينما يواصلان العمل مع زملائهم فى صيف ملتهب من أجل تشييد قطعة خرسانية تصنع مع أخرى حكاية «كوبري» لم يتوقعه أحد!
عشر سنوات بالتمام والكمال لم تخل من تحديات غير مسبوقة فى حياتنا كأفراد وكمجتمعات – اضطرابات ووباء – مما جعل مجرد التفكير فى إحداث تنمية حقيقية حلم بعيد المنال من وجهة نظر الكثيرين!
الخلاصة: على الرغم من المنهجية العلمية للتقرير وصفحاته الممتلئة ببيانات وأرقام وتحليلات إحصائية دقيقة تعزيزاً لقيم الشفافية والموضوعية قدر الإمكان، إلا أن صفحاته تحكى لك دون أن تشعر قصصاً “من لحم ودم» صنعها أهل مصر الطيبين بكل صبر وعزيمة وإصرار، وأثمرت عن تنفيذ إصلاحات شاملة وتشكل الأساس المتين لإحداث تنمية حقيقية فى كافة القطاعات الحيوية بلا استثناء تحت شعار « صنع فى مصر من أجل الارتقاء بجودة حياة الإنسان»، انطلاقاً من أن الحق فى التنمية هو حق أصيل من حقوق الإنسان.. أى إنسان!