رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

كمثل فيروس كورونا، ينتشرون بين الدول، ويتحورون من إخوان إلى الجهاد إلى القاعدة.. وأخيرا داعش، ويصيبون ويقتلون الملايين من المسلمين، بحجة دعوتهم إلى الإسلام.. فمن ينقل تنظيم الدولة الإسلامية الشهير بـ داعش بأتوبيسات سياحية مكيفة من دولة إلى دولة لتفجيرها من الداخل؟!

فما إن أعلنت أمريكا انسحابها من أفغانستان حتى أعلن تنظيم داعش (فرع خراسان) عن وصوله إليها بالتفجير الإرهابى فى مطار كابول، والذى خلّف حوالى 170 قتيلًا، لتبدأ سلسلة حلقات جديدة فى الصراع الدموى بين طالبان وداعش.. وهو نفس السيناريو يتكرر عندما انسحبت القوات الأمريكية من العراق، حتى أعلن تنظيم داعش إقامة دولته على أنقاض أعرق الدول العربية، وتركت كل الدول الغربية التنظيم يذبح ويقتل فى الشيعة، والسنة، والزيديين، والأكراد.. سواء فى العراق أو سوريا تطبيقًا لسياسة الاستعمار القديم بمبدأ « فرق تسد» لضرب الفرقاء بعضهم ببعض، وتدمير الدول من الداخل بأقل الخسائر من جنودهم!

ولذلك سوف تشهد أفغانستان نقلة جديدة من صراع طالبان والحكومة الأفغانية إلى صراع طالبان وداعش، وهو ما يعنى مزيدًا من الخراب فيها فوق الخراب الذى تعيشه منذ 20 عامًا يوم أن أرسل الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش الابن قواته إلى هناك، وكذلك إلى العراق للوقاية من الإرهابيين المحتملين بعد ضرب القاعدة لبرجى التجارة فى سبتمبر 2001.. ومثلما خسرت العراق ما يزيد على مليون عراقى وتدمير الدولة على رؤوس العراقيين، وكذلك مثلما حدث فى سوريا سيتكرر فى أفغانستان التى ستتحول إلى خرابة كبيرة مملوءة بأشد الإرهابيين عنفًا ووحشية فى تاريخ الحركات المتطرفة!

والمأساة الحقيقية، فى ذلك أن افغانستان بهذا الوضع ستكون موطنًا لتصدير عتاة الإرهابيين إلى كل الدول العربية والإسلامية.. وسيدفع شعبها ثمنًا غاليًا من أرواح أبنائه، بينما الدول الغربية وأمريكا وإسرائيل ستكون بمنأى عن أى خطر.. وشيئًا فشيئا تتحول أفغانستان من جنة الديمقراطية التى وعد بها الامريكان الشعب الأفغانى قبل عشرين عامًا إلى جحيم هائل يحرق كل من يحاول الاقتراب منه، وهى اللعبة الأمريكية الجديدة التى تهدد بها كل من روسيا والصين، حيث وضعت لهما طالبان وداعش فى دولة واحدة، وكأنهما خنجر واحد فى خاصرة الاثنتين!

ومنذ بداية المحادثات الامريكية مع طالبان عام 2019 بهدف إبرام اتفاق سلام يتيح للولايات المتحدة سحب قواتها من هذا البلد.. بالتزامن مع سحب قواتها من العراق وسوريا، ثم انطلاق محادثات طالبان والحكومة الأفغانية فى الدوحة.. إلى الانسحاب الأمريكى الأخير من أفغانستان.. كان واضحًا أن هناك مؤامرة قذرة تعد فى أحد مطابخ أمريكا بالمنطقة.. وللأسف كان، ومازال هذا المطبخ الكبير فى إحدى الدول العربية الصغيرة!

[email protected]