رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

 

 

على مدار ربع قرن من الزمان وخلال رحلتى الصحفية، ما بين قسم المحافظات وباب متاعب الناس وكل همى ينحصر فى مشاكل القرية المصرية والتحديات التى تقابلها، وكنت دائمًا أصف أبناء هذه القرى بأبناء البطة السوداء لعدم اهتمام الحكومات المتعاقبة بهم، وعلى سبيل المثال كنت انحاز لبلدى ومسقط رأسى مزغونة بالبدرشين وكثيرًا ما وجهت اتهامات مباشرة بتقاعس المحافظين عن الاهتمام بهذه القرى، وتفضيل الأحياء والمدن عليها.

وكان الرد يأتينى بأن ألتمس العذر للمحافظين ايا كان عددهم بسبب الضغوط التى تمارس عليهم من قبل السادة الوزراء ونوابهم وكبار المسئولين والاعلاميين الذين يقطنون هذه الأحياء والمدن علاوة على تكثيف الخدمات للسفارات والقنصليات، أما المناطق الريفية بالمحافظة فكانت لا تحصل الا على نسبة قليلة من المخصصات والاعتمادات السنوية والتى تتناسب مع طبيعة أهلها وبساطتهم ورضائهم بالأمر الواقع، وكان الأمر يتوقف على نشاط أعضاء مجلس الشعب من عدمه، وكانت هناك دوائر محظوظة تحصل على خدمات بالمقارنة بالدوائر التى ابتلاها الله بأعضاء لا يسعون الا لمصالحهم الشخصية فقط.

‏وكانت وزارة التنمية المحلية بمسمياتها السابقة والحالية تنحاز للمحافظين على حساب المواطن، لعدم وجود تعليمات رئاسية مباشرة بالاهتمام بالريف ومساواته فى الخدمات مع المدن والأحياء، الى أن جاءت الفكرة العبقرية المسماة بمبادرة حياة كريمة، التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى ليعيد لأكثر من أربعة آلاف وسبعمائة قرية اعتبارها وادميتها، ولنجد فى غضون شهور قليلة، أن جميع الجهات المسئولة تتسابق لتقديم كافة الخدمات للقرى من مياه شرب لتبطين ترع لتنفيذ صرف صحى وإقامة مدارس ووحدات صحية وبناء منازل للفقراء..الخ

‏والعبقرية فى هذه المبادرة أن رجال الأعمال الذين لمسوا على أرض الواقع انجازات واضحة، جعلتهم يقبلون على المشاركة بكل ترحاب وكل ود دون تردد واعتبار ما يقومون به هو من قبيل الواجب الوطنى.

‏الاختيار الصعب الذى وضعته فى عنوان المقال، يتلخص فى أن هذه المبادرة لم تكن وحدها التى تقوم بها الدولة فى الوقت الحالى، ولكنها تسير جنبا بجنب مع تحديث وانشاء الطرق والمحاور واقامة الكبارى وتحديث البنية التحية وتشييد الوحدات السكنية بكافة أشكالها ومستوياتها.

‏نتمنى أن تكون المرحلة الثانية من المبادرة لا تقل قوة ولا حماسا عن سابقتها، لأن المواطن المصرى بات يتطلع للأفضل خصوصا بعد انحياز الرئيس عبدالفتاح السيسى للقرى، التى وجه بعدم الخروج منها الا بعد استكمال كل ما بها من مشروعات وخدمات ونتمنى أن تنعم قرى مصر بأكملها بهذه المبادرة الكريمة المسماة بحياة كريمة.