رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

لاريب أن الزعيم سعد زغلول هو أحد أهم زعماء الأمة فى التاريخ المصرى المعاصر.. نعيش هذه الأيام ذكرى رحيله ( 23 أغسطس 1927 )، وفى كل المناسبات الشبيهة التى تذكرنا بقامات وطنية عظيمة، أرى أهمية إعادة فتح صفحات نضالهم وفكرهم ورؤاهم و إنتاجهم ومواقفهم الإنسانية والوطنية والإبداعية وفق مواقعهم وطبيعة الفترات التاريخية التى شهدت إسهاماتهم وإضافاتهم ..

يذكرنا الكاتب والناقد الراحل الرائع « رجاء النقاش « بكتاب صغير ممتع للكاتب والصحفى كريم ثابتـ الذى عمل قبل الثورة وزيرًا ومستشارًا صحفيًا للملك فاروق ـ يقدم لنا الكاتب صفحات مدهشة عن عناية الزعيم الوطنى سعد زغلول بثقافته، وحرصه على إتقان اللغة العربية إتقانًا تامًا، واهتمامه الشديد بأن تكون خطاباته وكتاباته كلها خالية من أى خطأ فى اللغة وأن تكون أيضًا ذات أسلوب جميل فيه إيقاع موسيقى ترضى عنه الأذواق وتطرب له، ومن هنا كان سعد زغلول من أكثر الذين تركوا وراءهم عبارات معروفة يحفظها الناس ويرددونها بعد رحيله، ومن هذه العبارات قول سعد المشهور « الحق فوق القوة، والأمة فوق الحكومة «، ولو أننا فكرنا فى هذه العبارة البسيطة البديعة لوجدناها تلخص لنا المعنى السامى للديمقراطية فى بساطة ودون سفسطة أو ثرثرة ..

على أن من أطرف ما جاء فى كتاب كريم ثابت عن « سعد زغلول فى المنفى « فى بعض الليالى كان سعد يجلس مع أصحابه المنفيين وبينهم مكرم عبيد، يبدأ مكرم عبيد فى الغناء بصوت مطرب خلاب ويصغى إليه الرئيس ـ أى سعد زغلول ـ فى سرور، وكان يساعد مكرم فى ضبط نغمة الألحان أحيانًا، فيقوم سعد بالإيقاع بينما يغنى مكرم عبيد بصوت مطرب للغاية، وأحيانًا يتناول سعد ديوانًا من الشعر ويتلو بعض القصائد ..وجدير بالذكر أن علاقة سعد زغلول بمكرم عبيد، وبالزعماء الوطنيين الأقباط، كانت علاقة وثيقة وحميمة، وهنا يمكن الإشارة إلى أن سعدًا بعلاقته الرائعة مع الأقباط استحق أن يوصف بما انتشر وتردد عنه أنه أول مؤسس عظيم للوحدة الوطنية الراسخة فى مصر.. 

وللاقتراب من مشهد الرحيل أستأذن القارئ أن نعيش الحدث بتصفح بعض ما جاء بالعدد 151 من مجلة المصور الصادرة يوم الجمعة 2 سبتمبر 1927.. صورة الغلاف رموز مصرية تحمل جثمان الفقيد وتحتها كان البيت الشعرى التالي..»بحر جواه النعش فوق مناكب تسعى ولم نعهد كذاك الأبحر» وتحته كتب المحرر التعليق التالي..نعش الفقيد الأعظم المغفور له سعد زغلول باشا ينزله من بيت الأمة، يوم الاحتفال بالدفن، الوزيران عثمان محرم باشا ومحمد نجيب الغرابلى باشا، والنواب محمود بك النقراشى وفخرى بك عبدالنور، بين البكاء والنحيب، وقد لف النعش بالعلم المصري..وفى المقال الافتتاحى كتب رئيس التحرير.. توفى سعد زغلول فى 23 أغسطس 1927، ولو اجتمع أساطين الشعر فى البلد، لما تمكنوا من إيجاد بيت من الشعر ينطبق على الحالة انطباق هذا البيت عليها : منابت العشب لا حام ولا راع / مضى الردى بطويل الريح والباع

[email protected]