رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

فى إطار رصد مسيرة التواطؤ والإرهاب لجماعة الإخوان المتأسلمين ننتقل بحديثنا اليوم إلى التطورات الأخيرة فى تونس الخضراء، وهل يسدل ستار التغيير على حقبة الإخوان فى العالم العربى؟؟!!

ما أشبه اليوم بالبارحة ما يحدث اليوم فى تونس يعيد إلى الأذهان فشل تجربة حكم الإخوان فى مصر وإخفاقهم فى محاولات الصعود إلى السلطة؟، فهناك تشابه نسبى بين ما يحدث فى تونس وما حدث فى مصر عام ٢٠١٣، فشل الطرفان فى بناء جدار من الثقة القوية بين الناس، لقد خيب الإسلاميون فى تونس آمال الناس وأنصارهم أيضًا، فبعد عشر سنوات من مشاركة حركة النهضة فى الحكومات المتعاقبة، لايزال الفساد مستشريًا والبطالة آخذة فى الارتفاع والخدمات الحكومية تتدهور، فانتفض عليها الشعب التونسى بعد تحويل حياة التونسيين لجحيم لا يطاق، ومع تراكم الفشل والحصاد الكارثى لسنوات من تسلط الإخوان وسياساتهم الكارثية، والتى تثبت فيها الحركات الإخوانية للمرة تلو الأخرى عجزها وفشلها فى إدارة الدولة والحكم، كونها حركات إقصائية تعمل على تقليب المجتمع، وفرض لون واحد عليه، وتعميم سياسات ومنهجيات متطرفة غير متسقة.

ما جرى فى تونس سيؤثر دون شك على مستقبل الحركات الإخوانية فى الشرق الأوسط، وتجارب حكم هذه التيارات فى مصر وتونس والسودان وغيرها من البلدان الأخرى، ستسهم بلا أدنى شك فى إضعاف تلك الحركات الإرهابية أكثر مما هى ضعيفة، وتحول دون تمددها فى الدول العربية، لفرض نموذج حكمها الأحادى، لقد أثبتت عجزها فى إدارة الدولة والحكم، حيث الهوة الواسعة بين ما تتطلع له الشعوب العربية فى تلك البلدان، وما مارسته سلطات التيارات الإخوانية، وقد أحدثت ردود الفعل الإخوانية على الانتفاضة الشعبية التونسية ضد حركة النهضة الإخوانية، والتى تكللت مع القرارات الاستثنائية لرئيس الجمهورية التونسى قيس سعيد وفق صلاحياته الدستورية، بإقالة الحكومة وحل البرلمان، على خلفية سياسات حركة النهضة الرامية لفرض أجنداتها الظلامية، ومشروعاتها الفاشلة.

يجب على الجميع احترام إرادة وقرار الشعب التونسى والرئاسة والمؤسسات التونسية، وينبغى معالجة الأزمات المتراكمة التى يعانيها التونسيون وعلى رأسها الفساد وسوء إدارة الدولة، وعدم تلبية متطلبات واحتياجات المواطنين، والسعى للعيش بكرامة وأمان وحرية، فنحن نعيش فى عصر يمكن تسميته عصر الذكاء السياسى، ولا مجال للطغيان، فالتجربة فى تركيا والتى كانت تتفاخر بها التيارات الإخوانية فى المنطقة العربية، وتستقوى بها هى أيضا فى أزمة وفى وضع لا تحسد عليه، وهى ستتأثر سلبا ولا ريب بهذه الضربة القاصمة لحليف حزب العدالة والتنمية التركى فى تونس، فبالتزامن مع الأحداث الجارية فى تونس وسقوط حركة النهضة الممثلة لجماعة الإخوان من الحكم.

أجمع القاصى والدانى أن حركة النهضة ستلجأ للعنف وحشد الأنصار لانتزاع مساحة تفاوضية مع مؤسسات الدولة التونسية، خاصة فى ظل حالة الرفض الشعبى الكبير لهم، مرجحين استدعاء سيناريو العنف الذى مارسه الإخوان في مصر لتحقيق أهدافهم، حركة النهضة جزء من تنظيم الإخوان الدولى، ويتبنى أيديولوجيا واحدة تتفق فيها مع إخوان مصر، وهى الحكم بمبدأ المغالبة لا المشاركة، واستخدام العنف والسلاح فى الحالات التى تستدعى ذلك، كما هو الوضع فى مصر وتونس، ونبرز هنا إلى احتمالية التحالف بين الحركة وتنظيمات إرهابية أخرى مثل داعش أو غيرها، وهو ما حدث فى مصر قبل سنوات، ويمكن أن يؤدى إلى مسلسل من العنف والإرهاب على مدار سنوات أخرى.

إذا كان لنا أن نسمى ما حدث مع جماعة الإخوان الإرهابية فى مصر بالنكسة، فما جرى ويجرى معها فى تونس هذه الأيام، فيمكن تسميته وبضمير مرتاح النكبة ثم النكبة!! وندرك جميعا أن وجود حركة الإخوان تحت الأرض السياسية ما زال قائمًا فى كثير من الأقطار العربية، ولكننا نعرف أيضا وبقوة أنه لم يعد لهم وجود واضح وصريح فوق تلك الأرض، اللهم إلًا حركة حماس فى قطاع غزة، وفى الأردن جبهة العمل الإسلامى، وفى قطر باعتبارها ملاذًا لبعض القيادات والأفكار، وللحديث بقية

[email protected]