رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أتطرق فى مقالى هذا إلى فكرة فى إطار مختلف أجمع فيه بين العلم والفن والخيال والمستقبل وأبدأ الحكاية من «اللمبى 8 جيجا» وهو فيلم كوميدى مصرى ويجسد الشخصية الفنان (محمد سعد) محام فقير يتزوج من مدرسة وتجسدها الفنانة (مى عز الدين) ويتسبب فى تعرض زوجته للعديد من المشاكل والمضايقات، ونظرًا لظروفه السيئة يتعرض لحادث يتسبب فى تغيير حياته ويتحول إلى محام ناجح، أُنتج الفيلم فى عام 2010 من إخراج (أشرف فايق)، سيتخبط «اللمبى» بطل الفيلم كثيرًا لكن الحظ يبتسم لـه عندما يتقابل مع باحث متفوقً لكى يقنعه بزرع شريحة إلكترونية فى جسمه تمكّنه من التحول إلى إنسان خارق بقدرات تخزين واطلاع واستدعاء فائقة لا تتوافر سوى لأجهزة إلكترونية ضخمة مرتبطة بقواعد بيانات ذات سعات لا سقف لها وذلك عندما سيُثبّت «اللمبى» تلك الشريحة فى جسده، سيكون بوسعه أن يخزن قواعد بيانات عمومية وأن يتحول إلى سجل مدنى متنقل، وأن يحوى فى رأسه مجلدات القوانين وسوابق الأحكام القضائية، وفى هذه اللحظة لن يفوت «اللمبي» الفرصة ويبدأ ممارسة المحاماة التى سيبرع فيها ويحقق نجاحات كبيرة كونه يمتلك هذه القدرة المذهلة من استدعاء المعلومات المُصنفة.

ربما يكون «اللمبى 8 جيجا» الفيلم المصرى الذى يمكن بنسبة ما اعتباره من أفلام الخيال العلمى، والفكرة أصبحت حقيقة شرع العالم فى تنفيذها جزئيًا وفقًا لإمكانيات الدول وفى خلال 10 سنوات من الآن سيعتمد العالم على تطبيقات وبرمجيات الذكاء الاصطناعى وفقًا لتوقعات العلماء والخبراء.

هذه الفكرة بالطبع ليست انفرادًا لصناع هذا الفيلم، بل هى تقليد مخلوط بالكوميديا مقتبس من أفلام الخيال العلمى الجادة فى «هوليوود»، وتعتمد على زرع شريحة ذكية فى الدماغ مرتبطة بشبكة الإنترنت تساعد على جلب كل المعلومات التى يحتاجها شخص ما فى مجال عمله، والجدير بالذكر يُعتبر الذكاء الاصطناعى Artificial Intelligence أحد فروع علم الحاسوب، وإحدى الركائز الأساسية التى تقوم عليها صناعة التكنولوجيا فى العصر الحالى، ويشمل قدرة الآلات والحواسيب الرقميّة على القيام بمهام مُعينة تُحاكى وتُشابه تلك التى تقوم بها الكائنات الذكيّة؛ كالقدرة على التفكير أو التعلُم من التجارب السابقة أو غيرها من العمليات الأُخرى التى تتطلب عمليات ذهنية، لذلك فإن تطبيقات الذكاء الاصطناعى ستأخذنا حتمًا إلى عالم جديد، عندما يبدأ العالم فى زرع شرائح إلكترونية موصولة بشبكات معقدة وضخمة داخل أجسادنا.

وعلى سبيل المثال يمكن أن يتم زرع عدسة فى العين موصولة بشبكة «الإنترنت»، بحيث يمكننا التقاط صورة فورية للشخص الذى نلتقيه بمجرد رؤيته، ومن ثم نأخذ الصورة إلى قواعد البيانات المخزنة فى الشريحة التى تعمل فى رأسنا وعبر مقارنة الصورة بملايين الصور المخزنة لدينا سنتعرف إلى المعلومات المتاحة كلها بشأن الشخص المستهدف مثل عنوانه وهاتفه وحالته الاجتماعية والصحية، وإذا ضربنا مثالًا ثانيًا فلن تكون هناك حاجة لمترجم لكى نفهم اللغة المصرية القديمة أو اللغة اللاتينية وغيرها لأننا سنرسل أى نص عبر العدسة المزروعة فى أجسادنا إلى الترجمة فورًا وسنحصل عليها بدقة بالغة.

وأختم مقالى هذا بتساؤل هام ماذا لو نجح العلماء فى إنتاج الشرائح الذكية وتركيبها بشكل متكامل؟! الإجابة بالتأكيد فى حالة النجاح أرى أنها ستغير حياة الإنسان بشكل جذرى، إذ سيكون الإنسان قادرًا على الحصول على أية معلومات يريدها بشكل فورى عبر شبكة الإنترنت وبمجرد تفكيره بأمر معين، بمعنى أن أى شخص سيصبح «لمبى 8 جيجا» فى حياته!

.. وللحديث بقية.

[email protected]