رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

يشهد الأردن حالة من الاستقرار، ولكنه استقرار نفسي أكثر منه اقتصاديًا، وهذا ليس بسيطًا ويحمى الكثير من الدول من الانهيار الداخلى.. ورجل الشارع الأردنى لا يخجل من شعوره بالضيق الاقتصادى، ويعبر عنه، وفى نفس الوقت لا يتبرم كثيرًا من حكومته لأنه يعلم أنها تحاول أن توسع عنه وتخفف الأعباء عن حياته اليومية، ولذلك يجد لها العذر فى كثير من الأحيان خاصة أن تداعيات جائحة كورونا أصابت النشاط الاقتصادى والسياحى فى الأردن بكثير من الضرر!

وربما يكون أحد أسباب هذه الطمأنينة بين الشعب الأردنى، أن التحالف المصرى الأردنى العراقى والمعروف بمشروع المشرق الجديد أو الشام الجديد، مهما كان مسماه، بعث أملًا جديدًا لإيجاد مخرج للبلدان الثلاثة من مشكلات اقتصادية وأمنية تحاصرها وتعرقل الكثير من خطط المستقبل الطموحة التى تحاول النفاذ فى منطقة تكاد تكون الوحيدة فى العالم تشهد كل هذا الخراب والدمار والاقتتال.. خاصة وأن شعوب مصر والأردن والعراق، من أكثر شعوب المنطقة حضارة وعلمًا وتعليمًا ولا يحتاجون سوى تهيئة المناخ الملائم للنهوض من جديد، ويأملون أن يفتح هذا التعاون آفاقًا عليهم.

وربما أهم ملامح الهدوء والسكينة فى الأردن تظهر بوضوح فى مدينته الساحرة عمان، فهى ساحرة بناسها وبجبالها وهضابها، وبشوارعها التى تخترق مرتفعاتها الصاعدة وسهولها الهابطة.. وشكل البيوت المتناثرة على جبال عمال تجعلها فى الليل آية من الجمال.. يضاف إلى كل ذلك معالم عمان السياحية من آثار تحكى تاريخًا عريقًا بداية من مسجد الملك عبدالله الأول الذى يعتبر من أقدم المساجد الموجودة فى عمان، وهو موجود فى وسط البلد، وبجانبه الكثير من المساجد الأخرى، بالإضافة إلى العديد من الكنائيس، وفى عام 402 هـ تمّ وضع أول حجر أساس فيه، وقد ظلت التوسعات تجرى عليه وتغيّر اسمه، وفى ثمانينات القرن العشرين وصل عدد المصلين فيه بعد عملية الاتساع إلى 3000 مصلى، وذلك لتخليد اسم الملك عبدالله الأول.

أما القصر الأموى الذى أقيم فى أعلى جبل القلعة بعمان، وبناه الأمويون فى القرن السابع الميلادى، يعتبر من أهم المعالم الأثرىة الإسلامية، والقصر مكون من ثلاثة أقسام مختلفة، وقيل إن بناءه تمّ على أساسات مبان رومانية أثرية قديمة، ويحتوى على زخارف رائعة وعميقة فى الفنون الرائعة فى تاريخ عصر الأمويين.

ومن أهم الآثار الرومانية فى الأردن معبد هرقل فى عمان، ويعتبر من أكبر المعابد الرومانية الموجودة فى العالم، أما المدرج الرومانى فهو أيقونة بمفرده، كذلك تضم عمان الكنيسة البيزنطية التى تعود إلى عصور البيزنطيين، وتقع داخل أسوار قلعة المدينة، وتمّ بناؤها فى القرن السادس عشر، وقامت الحكومة الأردنية بترميم الكنيسة، وتعتبر من المعالم المعروفة والمشهورة فى الأردن، وتحديدًا للسياح المسيحيين، حيث يأتون إليها من كافة أنحاء العالم.

آثار عديدة ومتنوعة ساحرة، ولكن يظل السحر الحقيقى فى الشعب الأردنى الذى واجه العديد من التحديات والصعاب وظل مع ذلك صامدًا، فقد عاش معاناة الشعب الفلسطينى والعراقى والسورى، وتأثر بما حدث لهم، ورغم ذلك لم يفقد إيمانه بعروبته، ولم ييأس من التعاون العربى العربى، وتفاءل خيرًا بالتحالف مع مصر والعراق، على أمل أن يحقق أحلامه فى استقرار اقتصادى يساعده فى ألا يفقد سحره وسحر عمانه!

[email protected]