رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

أثار مقالى عن مناهج اللغة العربية وطرق تدريسها ونظام أسئلتها شجون محبى اللغة العربية وعشاقها، فاللغة كيان الأمة وهويتها فللجميع الشكر على ما أبدوه وسأنشر آراءهم تباعًا، وكم سعدت بما أرسله لى العالم الكبير الأستاذ الدكتور عبدالحميد مدكور أمين مجمع اللغة العربية «مجمع الخالدين» من تعقيب فيه خلاصة الحكمة النابعة عن خبراته الواسعة ورؤاه البصيرة لذا أنقله لكم ففيه تشخيص الداء ووصف الدواء فله منى جزيل الشكر والتقدير، يقول عالمنا الكبير: «… وأذكر لكم- فى البداية- مبادرتكم الكريمة كما أشكر لكم هذه العناية باللغة العربية وحرصكم المشكور على العناية بها وهو موقف نبيل لا نجده لدى كثير من المثقفين الذين لا يلقون بالًا للغة العربية. بل إنهم قد ينساقون وراء من يتهمونها بالتخلف والجمود والعجز عن استيعاب حركة التطور فى العلوم وفى التقنية.

وقد تناولتم فى رسالتكم القيمة بعض الأخطاء التى تحيط بتدريس اللغة وتؤدى إلى الشعور بصعوبتها ونفور الدارسين منها بسبب المناهج التى تدرس اللغة بها.

وهذا سبب بالغ الأهمية ولكنه ليس السبب الأوحد.

فهناك أسباب أخرى تتعلق بمعلم اللغة العربية وطريقة إعداده واللغة التى يدرس بها، حيث إنه يدرس اللغة العربية باللهجة العامية.

ومنها مزاحمة اللغات الأجنبية للغة العربية ومنع طلاب المدارس الأجنبية من التحدث بها، ويصل الأمر أحيانًا إلى مطالبة هؤلاء الطلاب بعدم الحديث بها فى بيوتهم.

ومنها طريقة التعامل مع هذه اللغة فى وسائل التواصل الاجتماعى، حيث تحولت لغتها إلى لغة هجين لا هى عربية ولا هى أجنبية (ارابيزي) وفيها أرقام وحروف أجنبية

ومنها غربة اللغة عن محيطها الحيوى وفى المؤسسات التى تخاطب الرأى العام فى كثير من وسائل الإعلام وفى البنوك وفى شركات الطيران وفى اللافتات والإعلانات وغيرها،

ومنها أن الذين يقتصرون على التعلم بها يعجزون عن الوصول إلى مواقع ذات شأن فى سوق العمل.

ومنها أنها تتعرض هى والقائمون بتدريسها للاستخفاف بهم فى أعمال فنية والأفلام والمسلسلات.

ومنها أن ممثلى بلادنا العربية لا يتحدثون بها فى المؤسسات الدولية مع انها معترف بها ضمن اللغات الست الكبرى فى العالم ومنها ومنها ومنها.

وهذه كلها عقبات وعوائق تقف فى طريقها وتحول بينها وبين ما ينبغى لها من التوقير والمهابة بوصفها لغة فكر وحضارة ولها تراث مجيد. ثم هى عنصر مهم من عناصر هويتنا العربية ومظهر مهم لوحدة الأمة العربية.

والمشكلة إذن ليست هينة ولكن حلها ليس بالمستحيل وإن كان حلها يقتضى إرادة سياسية محلية وعربية وجهودًا علمية وخططا شاملة ونفسًا طويلًا وإنفاقًا كبيرًا ومساندة اجتماعية وتعاملًا لائقًا بها على النحو الذى تتعامل به الأمم الأخرى مع لغاتها.

معذرة للإطالة عليكم فى أول لقاء بكم والله يحفظكم ويرعاكم

د.عبدالحميد مدكور»

كل الشكر لسيادته فما رأيكم أنتم؟

< خاتمة="">

«الصباح يدق على الباب

ولا باب هنا»