رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

لعب شهر يونيو فى حياة المصريين أدوارًا متباينة، وضعته فى اختيارات مصيرية تكاد تكون بين الأمل واليأس والموت والحياة. ففى يونيو عام 1967 كنا نترنح من وطأة هزيمة ثقيلة، مدت ظلالها الكئيبة إلى معظم البيوت المصرية،وقادنا إليها «الفخ» الذى وضعته القوى الاستعمارية لاصطياد الجيش المصرى ونظام عبد الناصر، وفصل أبعاده محمد حسنين هيكل فى كتابه «1967 الانفجار «.

لكن الاكتئاب القومى الذى عم البلاد بعد أن تبين احتلال إسرائيل لأراضى ثلاث دول عربية، سرعان ما تراجع، فور إعلان الزعيم عبد الناصر عن تنحيه عن السلطة. وماكاد ناصر ينهى خطاب التنحى، حتى امتلأت الشوارع والحوارى والميادين بجحافل من المصريين ترفض استقالته، وتحمى الدولة من الإنهيار والسقوط،وتطالب بمواصلة المسيرة لتحرير تراب الوطن. لم تكن استجابة الرئيس عبد الناصر لمظاهرات التاسع والعاشر من يونيو بالعودة لمواصلة سلطاته،هى ما استوقف تعليقات معظم الساسة الغربيين، بل أن كثيرا من الكتابات الغربية والأمريكية، أبدت دهشتها من ردود أفعال الشعب المصرى. ولم يكن مفهوما لديها، أن تتظاهر الشعوب لمطالبة قائد مهزوم بالبقاء فى السلطة، باعتبار ذلك، من عجائب الظواهر التاريخية ! 

لكن من يقرأ التاريخ جيدا، يدرك بسهولة، أن لدى الشعب المصرى خطوطا حمراء، لايقبل من غاز ولا محتل ولا حاكم، أن يتجاوزها. فى القلب منها أنه فى أوقات الخطر، يغدو على استعداد أن يفتدى وطنه وترابه وأمنه واستقرار دولته بحياته و بكل ما يملك.وكانت ثورة 30 يونيو 2013، واحدًا من أدلة كثيرة على ذلك الوعى المتجذر فى وجدان وعقول المصريين. 

كنت ومازلت ممن يعتقدون أن العام الذى أمضته جماعة الإخوان فى الحكم فى بلادنا،كان من نعم الله علينا. من غير شك أن قطاعا كبيرا من الناخبين منح مرشحى الجماعة فى الانتخابات التشريعية والرئاسية دعمه سواء من باب التغيير، أو ظنا منه أنها جماعة معصومة من الفساد،بحكم مزاعمها الدينية. لكن ما أن تكشف بنفسه حقيقة أنها جماعة جاهلة معدومة الكفاءة، مسعورة للسلطة والثراء، ولا خبرة لها فى إدارة طابونة وليس دولة، ولا تؤمن بالوطن، حتى استعاد وعيه ولفظها. 

ستدخل ثورة الثلاثين من يونيو الشعبية الملهمة تاريخ المنطقة، بوصفها الحلقة الأساسية التى أفشلت المخطط الأمريكى والغربى لتسليمها لجماعة الإخوان وأنصارها، ليجرى تفتيتها بجماعات من داخلها، كما يحدث الآن فى ليبيا وسوريا واليمن وحتى تونس. فالتحالف الغربى الاستعمارى، لم يعد مستعدًا لدفع التكلفة الباهظة لغزوه للعراق وأفغانستان. ليس فقط بسبب خسائره اليومية فى الأموال والأرواح، بل أيضا لاهتزاز مكانته الدولية، لا سيما بعد أن انتهى الغزو المسلح بسيطرة إيران على القرار العراقى، وعودة طالبان للسيطرة على معظم المقاطعات الأفغانية، ربما أقوى مما كانت عليه قبل الغزو، لتنفضح مزاعم ذلك التحالف الكاذبة بمكافحة الإرهاب الدولى. 

فى سبتمبر 2013 كسب حزب التجمع الدعوى التى أقامها أمام محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، بحظر تنظيم جماعة الإخوان، وأى مؤسسة متفرعة عنه،، أو منشأة بأموالها، أو الجمعيات التى يكون بين أعضائها أحد افراد الجماعة، والتحفظ على أموالها العقارية والمنقولة وأموال الأشخاص المنتمين إليها. وفى ديسمبر من نفس العام، أصدر مجلس الوزراء، قرارا باعتبار جماعة الإخوان جماعة إرهابية. ومازال مبكرا الحكم على مشروع القانون المقدم لمجلس النواب لتعديل القانون رقم 10لسنة 1972 بشأن الفصل بغير الطريق التأديبى، ومدى فاعليته فى التصدى للعناصر المنتمية للجماعات الإرهابية فى مؤسسات الخدمة العامة.

المراهنة على وعى الناس، هى الطريق الأمثل للحفاظ على ثمار يونيو وانتصارتها وحمايتها من أعدائها، بشرط أن يكونوا طرفا فى اختيار ما يطبق عليهم من سياسات. وكل سنة وانتم طيبون.