رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

كلما سمحت الظروف أتابع الأعمال الأدبية للأجيال الشابة، وكذلك بعض الأعمال الدرامية والسينمائية، أغلب ما قرأت من روايات تتشابه إلى حد النسخ فى عالمها وقاموسها، وكذلك أغلب ما نشاهده فى السينما والمسلسلات، بعضهم يتسابق على تصوير حياة بعض الشواذ نفسيا واجتماعيا، يعبرون عن عالم فج وقبيح لدرجة تجعلك تنفر وتشعر بالتقيؤ، لماذا اختاروا هذا العالم الشاذ، ولماذا يتجاهلون الأغلبية الكادحة؟ هل الخيال لا يكون إبداعا سوى عندما يعبر عن أحط الشخصيات؟، ألن يكون إبداعًا إلا باستخدامه أقذر القواميس؟، وهل كل ما نتخيله يجوز أن ننقله إلى الورق أو الشاشات؟

بعض من قرأت لهم ينقلون كل ما يتخيلوه إلى الواقع، كان متوافقا مع الواقع أو مخالفا له، واللافت أن مخيلتهم رهينة عالم منحط بمعنى الكلم، الأشخاص معظمها شواذ فكريا وجنسيا، والقاموس سافل، يعتقدون أنهم بتصوير هذه الشريحة يعبرون عن الواقع، وكأن الواقع هو فقط هذا العالم المقرف.

بالطبع نحن ضد تقييد مخيلة المبدع، ولا مع مصادرة حريته، لكن من حقنا أن نرفض هذا العالم، وأن نعبر عن رفضنا، ومن حقنا أيضا أن نصفه بالهابط وبالمقرف دون أن تتهمونا بالتخلف أوالتشدد الفكرى والدينى، أنت تخيلت وعبرت عن خيالك وقدمته لنا ولغيرنا، ونحن لم نقبله. نستاء منه لأنه لا يعبر عنا ولا عن الكادحين والبسطاء، المدمن والمجرم والبلطجى والساقطات جميعها شخصيات شاذة وخارجة عن العرف والتقاليد والقانون، كما أنهم أقلية تعيش فى قاع المجتمع.

وللأسف ما يكتب فى قصص وروايات نراه فى الدراما وفى السينما، الجميع يتنافس على تناول أحط شخصيات فى المجتمع، البلطجى والقواد والساقطات وتجار المخدرات، والشم، المسلسلات أصبحت أشبه وأقرب للأفلام وكأن ما يقدم هو حياة المصريين، زمان فى سينما الأبيض والأسود كان أغلب الأبطال يشربون الخمر، وظننا ونحن صغار أن زجاجات الخمر فى كل بيت، فى فترة السبعينات حتى التسعينيات ساد الجنس والمخدرات، وقد تعلمنا للأسف ونحن أطفال وفى مرحلة المراهقة من السينما التدخين، وبعض أولادنا تأثروا بسينما المخدرات والشم والحقن، وأخير البلطجة. والمؤسف يصفون أنفسهم بالقوة الناعمة، لماذا يختارون أحقر واسوأ شرائح أو فئات فى المجتمع؟ الله اعلم، ولماذا لا نقنن بعض المواد لمواجهة هذا العالم الذى يجرون أولادنا إليه؟ هذا ما يجب ان نفكر فيه.

[email protected]