عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

 

 

لم أتصور يوما أن المطبات الصناعية التى أقامها الأهالى على طريق مصر أسيوط الزراعى الممتد من العياط حتى المنيب، ستكون حائلا بينى وبين لحاقى بأقرب مستشفى به عناية مركزة بهذه الصورة، ولم أتصور يومًا أن ما حذرت منه مرارًا وتكرارًا وأنا معافى يحدث لى وأنا بين الحياة والموت، فصديقى الدكتور عمر توفيق عندما اطلع على الكشف المبدئى، وبعد حساب ضربات القلب وقياس الضغط ورأى الرعشة التى كنت أعانى منها نصحنى بالتوجه لأقرب مستشفى به عناية مركزة، وكان على بعد حوالى ٢٥ كيلو من قريتى ومنذ خروج السيارة التى كان يقودها غيرى لأول الطريق حتى وصلنا المستشفى، قطعنا المدة فى حوالى ساعة أو أكثر رغم أن الوقت المحدد لنفس المسافة للطرق العادية لا تزيد على ربع الساعة وربما أقل.

وليست المشكلة فى ضربات القلب الأخذة فى الزيادة فقط ولكن فى جسدى الذى ينتفض بطريقة غريبة، وكانت المطبات التى احفظها عن ظهر قلب سببا فى زيادة هذه الانتفاضة، وهذه المطبات أعتبرها دليلى ودليل كل سائق، وكنت ابلغ السائق حديث العهد بهذه المطبات وأقول له سيقابلك مطب اسمنتى وخرسانى شيده الأهالى بارتفاع نصف متر بطريقة هرمية أمام أول كوبرى سيقابلك.. احرص على أن تأخذه بطريقة بهلوانية وان لا تجعل عفشة السيارة عرضة للاحتكاك مع المطب، وحاول أن تصعد أعلى المطب وتتجه يمينا أو يسارا حتى تتفادى هذا الاحتكاك.

أقول هذه النصائح لابن أخى الطالب الجامعى وهو يقود سيارتى وأنا نائم فى الكرسى الخلفى للسيارة وهو مندهش من الدقة التى أتحدث بها وأنا أتحدث عن مطب تلو المطب حتى وصلنا إلى نفق قطار الواحات أمام كوبرى المرازيق وأنا أحذره من السير متمهلا أسفل الكوبرى أو داخل النفق لأن ما يوجد به ليس مطبًا عاديًا أو خرسانيًا ولكنه عبارة عن كومة منبعجة من الأسفلت لا تعرف لها أول من آخر ولابد أن يتعرض أحد مفصات العفشة للتلف إذا لم تراع الاحترافية فى السير خلف السيارات النقل الثقيل التى تستحوذ على معظم الطريق ولا ينفع معها كلكسات ولا نداءات حتى تسمح لك بالمرور مع أول اتساع فى الطريق.

كما أوعزت له أن ينتبه للسيارات القادمة من التبين عن طريق كوبرى المرازيق والتى تسير عكس الاتجاه بعيدًا عن الدوران الذى يأتى بالقرب من قرية المرازيق وقد نادينا من قبل كثيرا لإيجاد حل لهذا السير العكسى والدوران البعيد ولكن دون جدوى.

وقد نبهت ابن أخى السائق الجديد على الطريق الملىء بالحفر والمطبات والخيايا من المطبات الثلاثية أى ثلاثة مطبات بارتفاعات عشوائية فى أقل من خمسة أمتار أمام قرية المرازيق ومدينة البدرشين، والتى أشرف على إقامتها نائبان من نواب الدائرة اللذان استطاعا باتصالاتهما توفير الزفت لإقامة المطبات، فلماذا لم يقوموا بترميم باقى الطريق إلى أن يأذن الله برصفه رصفا عصريا كما نراه فى المدن الجديدة بمطبات قياسية رغم أن مدينتنا البدرشين (منف) هى أقدم مدينة فى التاريخ وطريقها مصر أسيوط الخاضع لولاية الهيئة العامة للطرق لا تعيره أى اهتمام ولا تسمع النداءات التى تحذر من المطبات الصناعية العشوائية.

وأخيرًا بعد ساعة وربع الساعة وصلنا إلى المستشفى الخاص والذى قررت أننى مصاب كورونا عافانا الله وإياكم من كل سوء.