رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

نتذكر حوادث التاريخ للعبرة والتعلم من الأخطاء.. ولا نتذكرها للمحاسبة أو الانتقام، حيث لا معنى لإقامة المحاكمات.. والمتهمون موتى!

ومثلما نحتفل بذكرى الانتصارات، كذلك نقف حدادًا فى ذكرى الهزائم.. ففى المناسبتين فرصة لمعرفة أجمل ما فينا، وأيضاً أسوأ ما فينا.. كلحظة النظر فى صورة فوتوغرافية قديمة، حيث لا مجال لاستعادة نفس الأفراد الذين كانوا فى الصورة حتى ولو أحياء.. ولكن الخيال يكون واسعًا أمامك للتأمل ولتفكير والتدبير.. وهزيمة 5 يونيو 1967 واحدة من الهزائم العميقة التى غيرت جغرافيا المنطقة وتاريخها.. وما جرى منذ أيام فى غزة هو امتداد بلا مبالغة لهزيمة 67!

وبالقياس مع الفارق فى النتائج، فإن انتصار أكتوبر العظيم، هو كذلك من الانتصارات العميقة فى المنطقة وما زال تأثيره سارى المفعول، وسيظل، وأيضاً سيتكرر طالما أخذنا بالأسباب واستفدنا من الدروس، فى كل المجالات، وفى كل الصراعات سواء مع الدول أو ضد المشكلات الجوهرية التى تواجه تقدمنا نحو النهوض والتطور.. بما فى ذلك صراعنا على سبيل المثال مع إثيوبيا على سد النهضة، وصراعنا مع أنفسنا ضد الفقر والمرض والجهل.. والديكتاتورية!

ولا شك أن مصر والعرب قبل 67 شيء وبعد 67 شيء آخر، وكذلك قبل 6 أكتوبر كنا فى حال، وبعد 6 أكتوبر فى حال مختلف تمامًا على كل المستويات الداخلية والخارجية.. ووقائع التاريخ تؤكد أن وهزيمة 5 يونيو 67 كانت هزيمة للقيادة فى ذلك الوقت وليست هزيمة للشعب.. هزيمة للاستبداد والديكتاتورية وحكم الفرد، ولكارهى الديمقراطية.. هزيمة لكل محاولات تهميش الشعب، والتعامل معه وكأنه من منقولات منزل القائد العظيم.. وهزيمة لدولة المباحث والمخابرات، والمحاكمات والسجون.. وهزيمة الإعلام الموجه، ورجاله المطبلاتية والمزغرداتية (من الزغرودة) الذين يحولون الهزائم إلى نكسات، ويجعلون من التنحى وخيبات الأمل إلى مظاهرات تأييد للزعيم..!

فى يوم 5 يونيو لم تنتصر إسرائيل على الشعوب العربية، ولكنها انتصرت على الزعماء العرب.. انتصرت فى كسرة أنف هذه القيادات وتكبرها وجبروتها على الشعوب، وأجبرتها على الانتحار ومحاكمة نفسها بنفسها.. فلم ينتحر شعب عربي بعد 67 ولم يتنحى شعب عربي عن المعركة بعد 67 بل على العكس تقدمت الشعوب العربية للمعركة.. واصطفوا خلف الشعب المصرى، الذى تحمل كل مشاق الهزيمة وتبعاتها.. فهو الذى جاع ووقف فى الطوابير للحصول على 5 أرغفة وعلبة كبريت وكيلو أرز.. وهو الذى خرج فى مظاهرات مطالبًا بالحرب وبمحاكمة القيادات والمسئولين عن الهزيمة.. ولسان حاله يدعو «اللهم اكفنى شر أصدقائى أما أعدائى فأنا كفيل بهم»!.

ولذلك سيظل يوم 5 يونيو 67 فى معناه ذكرى أكبر من الهزيمة.. فهو ذكرى لاستعادة الشعوب لحريتها، ولقرارها.. وذكرى الخطوة الأولى للشعب على طريق الديمقراطية.. التى لا ينالها إلا من يستحقها وتدفن تحت أقدامها من ينكرها!

[email protected]