رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

رؤى

الذين تجاوزوا الستين سنة من العمر، ربما يتذكرون جيدًا قصة «الاتحاد قوة» التى كانت مقررة على أجيالنا فى المرحلة الابتدائية بكتاب القراءة، قيل أيامها إن بطلها هو لقمان الحكيم مع أنها تشبه قصة وصية يعقوب لأولاده فى التوراة، قصة الاتحاد قوة تحكى عن أحد الحطابين جمع أولاده وهو على سرير الموت، وطلب من كل منهم أن يكسر عود حطب فكسره بسهولة، بعدها قدم لهم حزمة حطب وطلب من كل منهم بمفرده أن يكسرها، ففشلوا جميعا، وهنا قال لهم: الاتحاد قوة، وفى التفرقة ضعف، وطلب منهم أن يتحدوا بعد مماته فى مواجهة الحياة، وكان المغزى من هذه القصة فى هذه المرحلة التبرير للوحدة العربية، ففى اتحاد الدول العربية قوة تستطيع أن تهزم إسرائيل، وفى التفرقة انكسار وهزيمة ونكسة واحتلال.

فى السياق نفسه مع اختلاف المغزى استمعت لقصة بطلها يعود إلى حياتنا المعاصرة، وهو ميكانيكى فى إحدى الأحياء الشعبية، المصادفة قادتنى إليه لكى يقوم بإصلاح عطل فى السيارة، لطول الفترة الزمنية ولكثرة الكلام حكى لى قصة تشبه قصة سليمان الحكيم ويعقوب، لكنها تختلف فى مغزاها كثيرا، قال: بعد وفاة والده وكان موظفًا بالحكومة، صرفوا لهم المعاش وكان مبلغًا زهيدًا جدًّا، حوالى 150 أو 250 جنيهًا لا أذكر الرقم على وجه التحديد، وكانت الأسرة مكونة من الأم و4 شباب ذكور وفتاتين، فى أحد الأيام دب خلاف شديد، وقرر كل منهم أن يحصل على نصيبه من المعاش ويستقل بنفسه، جلسوا وأحضروا ورقة وقلمًا وقام بتوزيع المعاش بينهم حسب القانون، بعد لحظات بسيطة فوجئوا بأن نصيب كل فرد على حدة حوالى 19 جنيهًا، فكيف يعيش كل منهم بهذا المبلغ طوال الشهر؟، يأكل ويشرب ويسكن ويلبس ويذهب إلى المدرسة، ويزور الطبيب فى مرضه، شعروا بخوف شديد فقرروا أن يتراجعوا عن قرارهم الأحمق، كما قرروا أن يعملوا على زيادة دخل الأسرة لكى يلبوا احتياجاتهم ولا يمدوا أيديهم للأقارب والجيران، الذكور فكروا فى العمل فى شهور الصيف وادخار مبلغ يكفى الأسرة طوال الشهر، الأخ الأكبر قرر أن يعمل طوال العام، وكان تلميذًا فى مدرسة صنايع، فالتحق بالعمل فى إحدى ورش ميكانيكا السيارات كانت فى الحى، ودخل الامتحان وأنهى دراسته وحصل على المؤهل المتوسط وهو يعمل بالورشة، أخوته التحقوا بالجامعات وتخرجوا منها، منهم المدرس، والمهندس والمحاسب، وبحمد الله قاموا بتزويج البنات بعد تخرجهن من الجامعة، وتزوج الذكور أيضا، والميكانيكى قبل زواجه بشهور فتح ورشته الخاصة وربنا فتح عليه، وهذه الورشة هى التى قادتنى المصادفة إليها لإصلاح عطل السيارة.

[email protected]