رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

فى كل الأديان.. تأتى الأعياد وتذهب، وتبقى أيامها الحلوة وذكرياتها الجميلة فى نفوسنا طول العمر.. من ينسى ونحن صغار ليلة العيد والفرحة بالملابس الجديدة.. من ينسى القلق والنوم الذى لا يأتى فى هذه الليلة الطويلة.. من ينسى اللعب بلا حدود والمرح بلا نهاية فى يوم العيد واليوم الثانى والثالث؟.. أيام وليالٍ مبهجة.. ومن فرط سعادتها أبقتنا دائما فى انتظارها من السنة للسنة!

لا يوجد إنسان على سطح الأرض لم يعش وهو طفل لحظات العيد الجميلة ولم يعشها وهو أب أو أم فرحة أولاده بالعيد.. فالعيد عيد وفرحته واحدة عند الفقراء وعند الأغنياء.. عند أهل الريف وعند أهل المدن.. ربما تختلف نوعية الملابس، من ماركات عالمية وبراندات أو من وكالة البلح، أو من محلات عادية.. وسواء ركبنا المراجيح أو ذهبنا للملاهى.. وسواء كانت العيدية كلها لا تزيد على جنيه على أيام زماننا أو حتى ألف جنيه على أيام أولادنا الآن.. تبقى فرحة العيد واحدة فى النفوس!

تصوروا.. الأمير يوسف كمال، وهو أشهر أمراء أسرة محمد على، كان مصدر سعادة آلاف الأطفال والصبيان فى مدينتى نجع حمادى.. حديقة قصره الذى بناه ليقضى الشتاء مع والدته وضيوفه على ضفاف النيل.. بنخيلها الرفيع الطويل المختلف عن بقية نخيل الصعيد.. وبقواريرها الفخار كبيرة الحجم.. كانت هى ساحة عيد هؤلاء الأطفال.. أعتقد أنه كان سيشعر بالسعادة لو قالوا له إن أطفال نجع حمادى يقضون العيد فى حديقة قصره كل عام.. فقد كان محبا للفن وبنى كلية الفنون الجميلة، ويحب الرحلات واقتناء التحف والكتب والخرائط القديمة.. شخصية كهذه لا تحزن على أملاكها التى صادرتها ثورة يوليو حتى ولو لعب فيها العيال!

والعيد عيد حتى فى السجون، والمقابر.. فقد اعتادت الكثير من الأسر فى الأرياف والمدن أن تذهب يوم العيد لزيارة موتاهم.. وأظنها عادة مصرية خالصة، من أيام قدماء المصريين، وما زال المصريون يمارسونها مثل الكثير من العادات الأخرى.. صحيح هى مسألة مربكة أن تفرح فى يوم العيد بزيارة المقابر وبين رائحة الموت والذكريات المؤلمة.. إلا إذا كانوا يريدون أن يفرحوا مع أعز من فقدوا، ويأكلوا معهم من خلال إطعام الفقراء الكحك والفاكهة.. وهكذا لا يتركون موتاهم بمفردهم فى يوم العيد!

والأعياد تأتى.. تأتى.. والناس تذهب ولا تعود.. تأتى الأعياد فى الحروب، وتأتى فى الأزمات والنكبات.. وتمر على الشعوب انكسارات فى أحلامها، وهزائم فى قادتها ومع ذلك تتمكن من صنع انتصاراتها وتحويلها إلى أعياد.. وطنية، دينية، موسمية، بالفسيخ أو باللحمة أو بالكحك.. لتظل الأعياد هى الأعياد حتى مع الكورونا!

[email protected]