رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شهر رمضان ، شهر العبادات، شهر المعجزات، شهر الفتوحات والبطولات والانتصارات قديمًا وحديثًا، شهر المواقف الحاسمة، مدرسة الثلاثين يومًا.

تحتفل مصر خلال سويعات قليلة بذكرى حرب العاشر من رمضان ١٣٩٣ هجرية، ٦ أكتوبر ١٩٧٣ ميلادية .. ذكرى أسطورة شعب وجيش حطما المستحيل .. حرب شاركت فيها جميع أسلحة الجيش المصرى فى سيمفونية أبهرت العالم وفاجأت العدو.. استطاعت القوات المسلحة عبور القناة وتدمير خط بارليف بعقول وأياد مصرية.. العاشر من رمضان الملحمة التاريخية الأكبر فى العصر الحديث، ملحمة تاريخية لا تنسى مهما مر الزمان، ملحمة شرف فهى ذكرى استلهام القوة وعدم اليأس .. حرب العاشر من رمضان هى الحرب الأعظم فى تاريخ مصر، فمن خلالها استطعنا استرجاع الكرامة والعزة والشرف بعد نكسة ١٩٦٧، وبها ضربنا أروع الأمثلة فى التضحية والفداء من أجل الوطن، وتمكنا من تحرير أرضنا الطاهرة من العدو الغازى المتغطرس، الحرب التى سطرها التاريخ بأحرف من نور، ورغم مرور ٤٨ عاما على هذا الانتصار الكبير، إلا أنه مازال يخضع للتحليل والدراسة فى المؤسسات العسكرية فى العالم لما شهده من براعة فى القتال من الجندى المصرى ومن مفاجآت عجزت إسرائيل عن مواجهتها وانهارت على إثرها أسطورة القوة العسكرية الإسرائيلية التى لا تقهر.

يعد شهر رمضان شهر العبادات الذى أنزل فيه القرآن معجزة العرب والمسلمين ، شهر الفتوحات والبطولات والانتصارات قديمًا وحديثًا، وشهر المواقف الحاسمة التى بها تقدم المسلمون وانتشر الإسلام وتشكل التاريخ، وعلى الدرب سار المصريون فى حرب العاشر من رمضان، مسجلين صفحة جديدة فى سجل البطولات والفتوحات الكبيرة فى التاريخ الإسلامى والمصرى الذى قدر الله لها أن تكون فى رمضان. فمن غزوة بدر ومعركة القادسية إلى حطين وعين جالوت والعاشر من رمضان، جاءت أيام لا ينسى التاريخ انتصاراتها فى هذا الشهر الكريم، وفى اليوم العاشر من رمضان عام ٦٤٨ هجرية وقعت معركة المنصورة التى انتصر فيها المسلمون على الصليبيين بقيادة لويس التاسِع نفْسه، وكان ذلك فى اليوم العاشر من رمضان ٦٤٨ هجرية.

ففى العاشر من رمضان عام ١٣٩٣ هجرية، السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣. حدث الانتصار العظيم الذى يعتبره المؤرخون المعاصرون أول انتصار عسكرى للمسلمين والعرب فى العصر الحديث على اليهود (إسرائيل)، الذى شفى الله به صدور قوم مؤمنين، وأذهب غيظ قلوبهم، حيث خاضت مصر معركة عظيمة حققت فيها انتصارًا مبهرًا ماحيا كبوة يونيو ١٩٦٧، متوجًا ما قام به الجيش من مقاومة بدأت بحرب الاستنزاف «فى معركة رأس العش» التى استمرت ١٠٤١ يومًا، والتى قام خلالها أبطال القوات المسلحة بأربعة آلاف و٤٠٠ عملية، إغراق المدمرة إيلات . الأمر الذى أعاد الثقة فى تحقيق النصر ورفع الروح المعنوية للجيش والشعب، وأرست تلك الحرب الأعمدة الرئيسية التى قام عليها الانتصار العظيم فى العاشر من رمضان. لقد أنهت حرب العاشر من رمضان أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر، وكانت بداية الانكسار للعسكرية الإسرائيلية، ومن ثم سيظل هذا اليوم العظيم ـ العاشر من رمضان مصدر مجد وفخر يحيط بقامة العسكرية المصرية على مر التاريخ، ووسامًا على صدر كل مسلم وعربي، وشفيعا للشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم من أجل الزود عن الوطن، يؤكد للعالم أن أبناء مصر مازالت أيديهم واحدة تبنى والثانية تحمل السلاح.