رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

الشائع عن عنترة بن شداد تعلقه بعبلة ابنة عمه، قصة حبه لها يضرب بها الأمثال بين العامة، بعض تفاصيل هذه القصة عرفناها من أشعار عنترة التى وصلتنا، ومن الأخبار التى نقلها لنا بعض الإخباريين، ووصلت العامة من السيرة الشعبية التى كتبت لتخليد فروسية وشجاعة ونبل وولع عنترة بابنة عمه، وفوزه بها بعد حصوله على حريته من والده شداد، عند ذكر عنترة بن شداد تذكر عبلة، وتستدعى بعض التفاصيل عن فترة عبوديته وعنف والده وامرأته فى التعامل معه، وقد سلطت الأفلام التى تناولت قصة عنترة الضوء على هذه القسوة فى التعامل، ولعبت سمية فى المخيلة الشعبية دور زوجة الأب الشريرة التى تكيد دائمًا للعبد عنترة، وهو ما كان يثير حنق وغضب المتلقى ضدها.

وسط كل هذه الصور التى حفرت فى ذاكرة العامة والخاصة عن تفاصيل حياة عنترة، هناك خبر ذكره أبوالفرج الأصفهانى (ت 356هـ) فى كتاب «الأغانى» خلال ترجمته لعنترة، يضع القارئ أمام سؤال على قدر من التعقيد والدهشة لما يتضمنه من واقعة قد تشوش كثيرًا من الصورة التى رسمت لعنترة فى المخيلة، الخبر يطعن فيما عرف عن عنترة من نبل وسمو فى الأخلاق، كما يشوش على قصة حبه من عبلة، سمية أو سهية زوجة أبيه تلعب فى الخبر دور البطولة، الأصفهانى بالتواتر عن أبى عمرو الشيبانى (ت206هـ) النحوى وعالم اللغة الذى يعد من الثقات، وعرف بأنه صاحب ديوان اللغة والشعر، والذى جمع أشعار نيف وثمانين قبيلة، كلما فرغ من أشعار قبيلة أخرجها إلى الناس فى مجلد وأودعه مسجد الكوفة. ومن تلاميذه الإمام أحمد بن حنبل: كان يلزم مجالسه ويكتب أماليه.

خبر الشيبانى يشير إلى اتهام سمية لعنترة بمراودتها:

«أخبرنى على بن سليمان النحوى الأخفش، قال أخبرنا أبو سعيد الحسن بن الحسين السكرى، عن محمد بن حبيب، قال أبوسعيد، وذكر ذلك أبو عمرو الشيبانى، قالا: كان عنترة قبل أن يدعيه أبوه حرشت عليه امرأة أبيه وقالت: إنه يراودنى عن نفسي؛ فغضب من ذلك شداد غضبًا شديدًا وضربه ضربًا مبرحًا وضربه بالسيف؛ فوقعت عليه امرأة أبيه وكفته عنه. فلما رأت ما به من الجراح بكت- وكان اسمها سمية وقيل: سهية فقال عنترة:

أمن سمية دمع العين مذروف.. لو أن ذا منك قبل اليوم معروف/ كأنها يوم صدت ما تكلمنى.. ظبى بعسفان ساجى العين مطروف/ تجللتنى إذ أهوى العصا قبلى.. كأنها صنم يعتاد معكوف/ العبد عبدكم والمال مالكم.. فهل عذابك عنى اليوم مصروف/ تنسى بلائى إذا ما غارة لحقت.. تخرج منها الطوالات السراعيف».

 

[email protected]