رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

 

عندما بدأت الكتابة عن ضرب وإهانة الشيخ محمد عبده أحد المفكرين المصريين فى القرن التاسع عشر، واجهتنا مشكلة على قدر كبير من الغرابة، وهى العثور على شهادة أو وثيقة أو مقولة منسوبة إلى الشيخ تؤكد ضربه وإهانته داخل السجن، الثابت تاريخياً أن جميع قيادات الثورة العرابية تمت إهانتهم وضربهم داخل محبسهم خلال فترة التحقيق، والثابت كذلك أن بعض هؤلاء تقدموا بشكاوى رسمية لمحاميهم برودلى عن هذه الإهانة، وقد حفظ لنا التاريخ شكوى الزعيم أحمد عرابى التى سبق وكتبنا عنها هنا، وشكاوى عبدالعال حلمى، ويعقوب سامى، وأحمد رفعت، ومحمود سامى البارودى، وسوف نخصص لهم مقالاً منفصلاً، أوضحوا فيها قيام إبراهيم أغا تتونجى الخديو وبعض خدم الخديو وخصيانه بالدخول علهيم وإهانتهم.

والثابت أيضًا أن المحامى برودلى، فى كتابه: «كيف دافعنا عن عرابى وصحبه»، وأن مستر بلنت، الذى تكفل بالإنفاق على الدفاع عنهم، فى كتابه «التاريخ السرى لاحتلال إنجلترا لمصر»، ذكرا تلقى الشيخ محمد عبده الإهانة داخل محبسه، وأنه شكا لهما من دخول خصيان وخدم الخديو عليه زنزانته وسبه وإهانته، لكن للأسف هذه الروايات لم تتضمن نشر نص وثيقة بخط الشيخ عن الإهانة، والمزعج فى الأمر أن سليم النقاش، الكاتب اللبنانى، الذى حفظ لنا معظم وثائق الثورة العرابية (من خلال وجهة نظره المضادة للثورة) فى كتابه «مصر للمصريين» لم يحفظ لنا فى كتابه نص محضر التحقيقات مع من أهانوا الشيخ الإمام مثلما حفظ لنا مثيلتها فى إهانة قيادات الثورة.

والذى صعّب المهمة أمامنا أيضًا أن الشيخ محمد عبده عندما عاد إلى القاهرة من المنفى، وجلس يكتب مذكراته، لم يذكر للأسف واقعة الاعتداء عليه وإهانته داخل محبسه خلال فترة التحقيقات، وقد خلت مذكراته تماما من ذكر الإهانة.

إذن ما الحل؟، برودلى وبلنت أكدا أن الشيخ الإمام شكا لهما تعرضه للإهانة داخل محبسه، ومذكرات الشيخ، وكتاب النقاش، وهو أول وأقدم ما كتب ونشر عن الثورة العربية، وأيضا مذكرات عرابى، ومذكرات محمود فهمى المهندس، خلت من ذكر واقعة إهانة الشيخ الإمام، وتناولت الإهانة بشكل عام، هل الشيخ تلقى إهانة فى محبسه مثل جميع قيادات الثورة أم كان الاستثناء؟، ولماذا استثنى من الإهانة؟، هل لمكانته الأزهرية؟، هل لأنه كان مدنياً وليس عسكرياً؟. محمود فهمى كان مهندساً فى الرى وزاره خصيان وخدام الخديو وقاموا بإهانته. وللحديث بقية.

 

[email protected]