رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقى

 

 

لو كان الأمر بيدى لوضعت تمثالاً للموسيقار الأعظم محمد عبدالوهاب فى مقر مجمع اللغة العربية بالقاهرة بمناسبة ذكرى ميلاده التى مرت أول أمس، ففضل هذا الرجل بالغ الأهمية على دعم هذه اللغة ونشرها بين عموم الناس، ذلك أن عبدالوهاب ظل طوال سبعين عامًا تقريبًا يترنم بأعذب المقطوعات الشعرية، فتتلقاها آذان الجموع بكل ترحاب ليتفاعلوا معها وينفعلوا بها ويرددوها بافتتان من قرن إلى آخر.

فى 13 مارس 1897 ولد عبدالوهاب كما أكد ذلك الناقد الموسيقى كمال النجمى فى كتابه المهم (محمد عبدالوهاب مطرب المائة عام)، أما أقدم تسجيل غنائى بصوته فى عالم الشعر فيعود إلى عام 1920 عندما ترنم بقصيدة الشيخ سلامة حجازى (ويلاه ما حيلتى... ويلاه ما عملى)، ثم فى 1921 أعاد عبدالوهاب أيضاً غناء قصيدة الشيخ سلامة ذائعة الصيت آنذاك (أتيتُ فألفيتها ساهرة).

لا يغيب عن بالك أن عام 1924 يظل هو العام الأكثر إشراقاً فى عالم الشعر والغناء، إذ التقى فى ذلك العام للمرة الأولى أمير الشعراء أحمد شوقى بك ومحمد عبدالوهاب فظلا معًا يوميًا حتى سنة 1932 عندما غادر دنيانا (الباشا) كما كان يخاطبه عبدالوهاب.

بهذا اللقاء التاريخى وثب فن الغناء وثبات كبرى إلى آفاق التطور الرقيق، فشوقى أتاح للمغنى الشاب فرصة ذهبية للتزود بالمعارف المختلفة، كما عزز لديه شعوره المرهف باللغة العربية وفصاحتها وعذوبتها، وهكذا شدا عبدالوهاب منذ سنة 1924 حتى نهاية عشرينيات القرن الماضى بقصائد لشوقى مثل (منك يا هاجر دائي)، و(خدعوها بقولهم حسناء)، و(يا جارة الوادى)، و(رُدّت الروحُ على المضنى معك)، و(علموه كيف يجفو فجفا). وفى عام 1940 أقدم عبدالوهاب على تلحين وغناء قصائد أخرى لشوقى مثل (مضناك جفاه مرقده) و(مقطع من مسرحية مجنون ليلى مع اسمهان وعباس فارس، والذى ظهر فى فيلمه يوم سعيد). دعنا الآن من الأغنيات التى كتبها شوقى نفسه باللهجة العامية من أجل عينى عبدالوهاب مثل (دار البشاير مجلسنا وليل زفافك مؤنسنا/ اللى يحب الجمال يسمح بروحه وماله/ فى الليل لما خلي/ بلبل حيران/ النيل نجاشي) وغيرها.

أما فى عام 1928 فغنى عبدالوهاب لأحمد رامى قصيدة (على غصون البان عصفورتان تتناجيان)، وحين عرض فيلمه الأول (الوردة البيضاء) عام 1933 ردد العالم العربى كله أغنيته الخالدة (جفنه علم الغزل) من أشعار بشارة الخورى، وفى فيلمه الثانى (دموع الحب) الذى عرض سنة 1935 أقدم عبدالوهاب على تلحين وغناء قصيدة لحسين أحمد شوقى (نعم ابن أمير الشعراء) وهى (سهرت منه الليالي)، وفى ذلك العام أيضا غنى عبدالوهاب قصيدة (أعجبت بى بين نادى قومها) للشاعر الفارسى مهيار الديلمى الذى رحل عام 1037 م.

وفى فيلمه الثالث (يحيا الحب/ 1938) أسعدنا بغنائه قصيدة الشاعر محمود أبوالوفا (عندما يأتى المساء). وفى فيلمه الرابع (يوم سعيد/ 1940) ترنم بقصيدة (الصبا والجمال) وفى فيلمه السادس (رصاصة فى القلب 1944) أربكنا بقصيدة (لست أدرى) لإيليا أبى ماضى.

طبعاً لا يمكن أن ننسى ثلاثيته المدهشة (الجندول/ كليوباترا/ الكرنك)، أو قصائد (نجوى)، و(أغار من قلبى) و(الروابى الخضر)، أما فى القصائد الوطنية فللرجل رصيد معتبر من أول (مصر نادتنا فلبينا نداها عام 1939) و(فلسطين) حتى (كنت فى صمتك مرغم)، و(دعاء الشرق) وغيرها.

أما ما لحّنه للمطربين الآخرين من قصائد فكثير ومدهش. ألم أقل لك لو كان الأمر بيدى لوضعت تمثالاً للموسيقار الأعظم محمد عبدالوهاب فى مجمع اللغة العربية!