رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

 

فى تصريح للمُتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، السفير أحمد حافظ، ذكر أن وزير الخارجية سامح شكرى أكد أن مصر كانت تأمل فى نجاح مساعى الاتحاد الأفريقى فى إدارة ملف سد النهضة، إلا أن المفاوضات لم تثمر عن شىء ملموس ولم تأت بالنتائج المرجوة، مؤكدًا أن مصر تتطلع لاستئناف المفاوضات فى ظل رئاسة فيليكس تشيسيكيدى، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية للاتحاد الأفريقى.

من هذا التصريح نرى أن الخارجية المصرية نفد صبرها على مدار السنوات الماضية، دون أن تحقق شيئًا ملموسًا على حد قوله، ولم تصل طموحات شكرى بعد هذا التعنت الإثيوبى، إلا التشبث بأمل ضعيف متمثلًا فى وساطة رئيس الكونغو الذى يترأس الاتحاد الأفريقى، ونسى معالى الوزير أن موقف إثيوبيا لن يتغير، ولو كان هناك ثمة أمل لرأيناه أثناء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى، ولم يوضح شكرى طبيعة المرحلة القادمة، هل ستشهد مزيدًا من الدبلوماسية خصوصًا أنه لم يتبق سوى ثلاثة أشهر على استكمال المرحلة الثانية للسد، وبعدها سيصبح ظهرنا للحائط ويكون هذا الكابوس المتمثل فى السد أمرًا واقعًا، يضع دولتى المصب مصر والسودان فى مأزق ليس من السهولة بمكان الخروج منه، علاوة على شروع إثيوبيا فى بناء المزيد من السدود بعد أن اعتادت على العناد والبلطجة أمام المجتمع الدولى، دون مبرر سوى إفقار هاتين الدولتين مائيًا وتعريض حياة شعبيهما للخطر.

ومن المفارقات الغريبة أن إثيوبيا التى تتعنت دبلوماسيًا فى تعطيش دولتى المصب، تتعنت أيضًا عسكريًا فى الاستيلاء على أراض سودانية غير عابئة بحالة الغليان التى تتملك شعبى الدولتين، وغير عابئة أيضًا بنفاد صبر القادة السياسين والعسكريين فى البلدين.

والسؤال الذى يطرح نفسه: إلى متى الانتظار واستخدام اللغة الناعمة والدبلوماسية مع إثيوبيا، وإلى متى يظل هذا الصمت المطبق يصل إلى حد المؤامرة من بعض الدول التى يطلق عليها كذبًا راعية للسلام؟

ووسط هذه الحروب المستترة يبدو لنا شعاع أمل وضوء واضح فى نهاية النفق، متمثلًا فى حرص مصر على تبطين مساحات معظم الترع بجميع أنحاء الجمهورية التى تصل إلى نحو 20 ألف كيلو متر مربع، للحفاظ على المياه المهدرة بهذه الترع طوال ما يقرب من نصف قرن لم تمتد إليها يد الإصلاح والتطوير، إلا هذه الأيام وبتعليمات مباشرة من الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يسعى جاهدًا لتطبيق الرى الحديث بالدلتا التى تأخر كثيرًا فى عهود سابقة وآن الأوان لإدارة حرب المياه على كل الأوجه والمستويات.. ونسأل الله أن يتولى مصرنا الحبيبة بحفظه ورعايته.