عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

مصر تتحدى.. هذا أبسط ما يمكن أن نطلقه على هذا الافتتاح المبهر لبطولة العالم لكرة اليد، حيث رحب الرئيس عبدالفتاح السيسى بضيوف مونديال اليد 2021، الذى تستضيفه مصر، قائلاً: بسم الله الرحمن الرحيم.. اسمحو لى أن أرحب بكم جميعاً ضيوفًا كرامًا على أرض مصر الكنانة فى أكبر تجمع رياضى يشهده العالم «هذه رسالة نؤكد من خلالها بكم ومعكم أن العالم أصبح قادرًا على التعايش فى ظل الواقع الجديد الذى فرضته جائحة كورونا، وأننا سنتجاوز تلك المحنة بإذن الله أكثر تماسكًا وتكاملًا فى مختلف التحديات وأكثر تفهمًا لقيمة الحياة والتعايش السلمى والآمن بين الشعوب».. وانطلقت فعاليات بطولة العالم لكرة اليد رقم 27 على الصالة المغطاة باستاد القاهرة الدولى، التى تحتضنها مصر حتى نهاية يناير الجارى.

يا سادة.. تلك هى مصر التحدى والإنجاز وهذه هى اللغة التى تحدث بها «السيسى» منذ اللحظة الأولى لتولى رئاسة مصر منذ ست سنوات هى لغة التحدى والإصرار على الوصول إلى الهدف وسط معطيات وقتها كانت لا تبشر بأى خير ولكنه «السيسى» وحده رأى بصيص الأمل فى عيون شعب حلم بالحرية على يد أبنائه فكان له ما أراد.. وتعظيم سلام وتحية لهذا الشعب المصرى الذى أثبت ومازال يثبت رغم التحديات التى يعيشها ومرارة وقسوة الظروف التى يمر بها أنه «أد المسئولية» وعلى قدر عال من ثقة نظامه به.. وصدق الحجاج بن يوسف الثقفى حين قال عن المصريين فى وصيته لطارق بن عمر حين صنف العرب «يا عمر لو ولاك أمير المؤمنين أمر مصر فعليك بالعدل فهم قتلة الظلمة وهادمو الأمم وما أتى عليهم قادم بخير إلا التقموه كما تلتقم الأم رضيعها وما أتى عليهم قادم بشر إلا أكلوه كما تأكل النار أجف الحطب وهم أهل قوة وصبر وجلد وتحمل ولا يغرنك صبرهم ولا يستضعف قوتهم منهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه وإن قاموا على رجل ما تركوه وإلا قد قطعوا رأسه فاتق غضبهم ولا تشعل ناراً لا يطفئها إلا خالقهم فانتصر بهم فهم خير أجناد الأرض واتق فيهم ثلاثاً نساءهم فلا تقترب لهن بسوء وإلا أكلنك كما تأكل الأسود فرائسها.. أرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم.. ودينهم وإلا أحرقوا عليك دنياك وهم صخرة فى جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعدائهم وأعداء الله.. صدقت يا حجاج فيما قلت، فهذا هو والله الشعب المصرى فرجاله لم يتركوا من تاجر بدين الله إلا وسجنوه ولم يتركوا من نصرهم إلا ووقفوا فى ظهره حتى ولوه على عرش أم الدنيا، وها هى مصر يومًا بعد يوم تثبت للعالم أنها قادرة وإنجاز كأس العالم لكرة اليد على أرضها وسط جائحة كورورنا لهو أكبر دليل على قوة وصلابة هذا الوطن قادة وشعب.. فى وقت أجلت دولة كبرى كاليابان إقامة دورة الألعاب الأوليمبية التى كان مقررًا إقامتها ٢٠٢٠ لتُقام فى الفترة من 23 يوليو إلى الثامن من أغسطس ٢٠٢١ وسط مطالبات بإلغاء إقامة الأوليمبيات بها بسبب كورورنا، حيث تشهد اليابان ارتباكًا بسبب موعد انطلاق الأوليمبياد والمهدد بالإلغاء بسبب الفيروس اللعين. 

يا سادة.. إنها حقيقة باتت مؤكدة أن «مصر اليوم فى عيد» عيد ميلادها من جديد بعد أن عادت للحياة بعد وفاتها إكلينيكيًا على مدار سنوات مضت، عادت مصر للحياة ولم تنفع معها مؤامرات الخارج وتحالفات الداخل ضدها، ظلت مصر خلالها صامدة حتى أفاقت من غيبوبة طويلة واحتبس فيها شعبها الأنفاس رغم أن الكل كان واثقًا أن مصر لن تموت أبدًا وكيف تموت؟ والله حاميها ورسوله الكريم «داعى ليها» وعلى أرضها الكريمة تجلى المولى عز وجل لـ«كليمه موسي»، وعبرت مريم العذراء بولدها عيسى عليه السلام فى رحلتها المباركة وعاش يوسف الصديق عليها واعتلى عرشها ومنها «هاجر» أم إسماعيل فهل يمكن أن يقدر لأمة بتلك المواصفات أن تموت؟! اعتقدت وظنت بعض الدول وبتعاون بعض الخونة من الداخل أنهم قادرون عليها.. ولا والله أبدًا لن تموت مصر، بل ستعيش وتحيا لترفع راية الإسلام عالية كما رفعتها ضد التتار والصليبيين والصهاينة، أبدًا لن تموت مصر ولن يموت الإسلام والذين تشدقوا بأنهم إسلاميون هم أول من تاجروا به وهان عليهم.. واليوم فقط مصر تعود للحياة بعد أن اختار شعبها ابنًا يثقون فى ولائه لوطنه وأرضه، وقادرًا بفضل الله أن يحافظ على كل ذرة من تراب مصر، بل قولوا تراب الأمة العربية والإسلامية التى تلفظ الآن أنفاسها على يد أدعياء الدين والإسلام بفتاواهم التى فرقت وفتتت أوصال الأمة العربية وشعوبها فى سوريا والعراق والسودان وليبيا وتونس. 

ولكنها مصر التى كانت ومازالت وستظل أم الدنيا مصر عادت من جديد لتتبوأ مكانتها التى تستحقها، وقريبًا جدًا ستشرق حضارة مصر على كل الدنيا كما أشرقت قبل عقود قليلة من الهوان والذل توارت فيه خلف همومها ومشاكلها حتى تطاول عليها الأقزام، واليوم يعلن عن ميلاد روح جديدة فى مصر كتلك التى بنت الأهرامات وحفرت قناة السويس وحققت نصر أكتوبر وأن مصر لا ولم تمت طالما أن المولى حاميها وجيشها راعيها وأهلها بالله واثقون وبالنصر مؤمنون وباعتلاء الأمم قادرون.

همسة طائرة.. يا سادة تمر الأيام واحدًا تلو الآخر والأحداث حدثًا يتلو حدث وتبقى مصر بأعيادها وعبورها فوق المحن والتحديات نبراسًا أمام الأمم لعزيمة شعب وإرادة أمة وتحدى قائد أحب شعبه وأخلص له فأحبه الله وأصلح ما بين يديه.. وسيبقى كأس العالم لكرة اليد للرجال حلقة ضمن حلقات فى سلسلة من إنجازات هذا الشعب وقائده دليلًا دامغًا أن مصر ما زالت تتحدى...