عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

بمناسبة انعقاد الجلسة الافتتاحية للفصل التسريعى الجديد للبرلمان المصرى والذى يشهد لأول مرة فى تاريخ البرلمان حالة احتشاد للجنس الناعم غير مسبوقة.. يُذكر فى زمن الطرابيش ، وفى جلسة برلمانية شهيرة ، أن انبرى الكاتب الكبير والنائب الرائع فكرى أباظة متناولاً قضايا حقوق المرأة المصرية « هناك فرق كبير بين التقاليد التى عرفناها قبل أن يبدأ النظام النيابى بسنين والتقاليد التى عاصرت النظام النيابى فى مصر ، لقد كانت التقاليد المصرية فيما مضى لا تسمح بتعليم المرأة إلا أن يكون ذلك فى البيت ولم تكن تعمل فى الوظائف ولم يكن يُسمح لها بمباشرة الواجبات الاجتماعية كان ذلك كله قبل سنة 1919 ، فلما حدثت الثورة المصرية وظهرت النساء بمظهر المساهم مع الرجال فى تلك الحركة المباركة بدأت طلائع المطالبة بحقوقهن السياسية وحدث التطور بسرعة البرق فإذ بالمدارس تجمع بين التلاميذ والتلميذات وإذ بالجامعات تكتظ بالفتيان والفتيات وكذلك الوظائف الحكومية  نجد أن جميع المصالح تقريباً تكاد تكون مكتظة بالجنس الناعم .وعندئذ داعبه الدكتور طه حسين قائلاً : أرجو من حضرة الزميل الأستاذ فكرى أباظة أن يصف النساء بغير الجنس الناعم .

ومنذ أكثر من نصف قرن من الزمان نجد مقالا رائعا للكاتب الكبير توفيق الحكيم تحت عنوان « المرأة بعد سنة 2000 « عدد 10/7/1946 يستهله بقوله « أردت يوما أن أتخذ مهنة الفلكى لحظة ، وأن أسدد المنظار إلى النجوم وأطالع الغيب ، لأرى ما سوف يحدث للمرأة من تطور فى مستقبل الأيام .. وأستطيع أن أؤكد للناس إنى أبصرت الذى سوف يقع على وجه الدقة والتحقيق .. ويسترسل الحكيم فى عرض عدد من التوقعات بشكل غاية فى الطرافة والرؤية الإبداعية المشوقة .. أتوقف عند بعضها  :

فى سنة 2000 ميلادية تظفر المرأة بحلمها ، وتنال المساواة بالرجل فى كافة الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية ، فلم يعد هنالك ما يحول بينها وبين المناصب التى استأثر بها الرجل .. فهى تتولى الآن رئاسة الوزراء وتؤلف وزارات بعض أعضائها من الرجال والبعض من النساء ، وهى تشترك فى الأحزاب وترأس بعضها ..

ويضيف الحكيم ، فى سنة 2100 ميلادية يصبح للمرأة الحق فى أن تُعين قاضية فى المحاكم العليا وأن ترأس محاكم النقض ، وأن تكون فى منصب النائب العام .. فى سنة 2200 ميلادية تحتل المرأة المراكز العليا فى الجيش ، فهى تستطيع أن تكون قائدة ورئيسة لأركان الحرب ..

ويسترسل ، ليؤكد أنه مع دوران حركة التاريخ تعود المرأة إلى البيت ، ويراها وقد عادت إلى ارتداء البرقع وقد تم الفصل بين مجالس النساء والرجال    ... إلخ  ..

والحقيقة أنه بالإضافة لاستمتاعى بقراءة المقال ، وإعجابى بمتابعة الكاتب لحركة دوران الزمن بالناس وعرضها ببساطة ، وأيضا طرافة عرضه للمتغيرات التى تطرأ على الإنسان ، وكيف يكون التفاعل مع الحضارات ، وتوالى تعاقب أطروحاتها سلبا وإيجابا ، صعودا وهبوطا ، فقد بهرتنى هذه الرؤية الإبداعية فى مجال استشراف الكاتب لأمور مستقبلية يكاد يجزم بحدوثها ..

[email protected]