رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

 

 

منذ أيام.. حكمت محكمة على رجل بالسجن خمسة أشهر وغرامة قيمتها نحو(5733) جنيهًا، ومنع من حمل السلاح لمدة ثلاثة أعوام، لقتله فى مايو الماضى «ديك» الجيران مع سبق الإصرار والترصد.. بحجة أنه يصيح بصوت عال ويزعجه ويقلق منامه ويوقظه مبكرًا من أحلى نومه..!

واعترف المتهم بجريمته التى ارتكبها فى جنوب فرنسا، وقال إنه قام بقتل الديك «مارسيل» بالرصاص وعلقه على عمود حديد.. وقد تسبب هذا المنظر المروع فى صدمة عنيفة لصاحبه عندما شاهده صباحًا مصلوبًا.. فقال بعد الحكم إنه لم يتخط الصدمة بعد، والعقوبة التى تمثلت فى السجن والغرامة وقدرها (300) يورو ومنع المتهم من استخدام السلاح لسنوات لن تعيد الديك إلى الحياة، لكن اللجوء إلى المحكمة كان هدفه أن يظهر القضاء عزمًا قويًا للتصدى لهذه الاعتداءات المتكررة على بقية الديوك!

ولم يكتف صاحب الديك «مارسيل» بهذه العقوبة، لأنه لم يذهب من البداية إلى القضاء للانتقام من قاتله فقط، بل لحفظ حقوق كل الديوك الأخرى بالقرى فى «الصياح».. ولأن هذا الصياح نوع من التراث الحسى الذى يجب الحفاظ عليه، حيث يمثل صياح الديوك فى الصباح جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الريفية، وأن هذا التراث مملوك لكل الفرنسيين وليس فقط الذين يعيشون فى الأرياف، ويجب الحفاظ عليه للأجيال القادمة!

وكان صاحب الديك، قد فتح بعد الحادثة صفحة على «فيسبوك» جمعت عدة شهادات ولقيت دعمًا كبيرًا، وأطلق عريضة لرفع الوعى تحمل اسم «العدالة للديك مارسيل»، حصدت نحو 100 ألف شخص تعاطفوا مع حق الديك فى عدالة ناجزة وصارمة يحصل فيها المتهم بقتله العقاب المناسب ليكون عبرة لمن لا يعتبر، وللحفاظ على حياة بقية ديوك القرية من كل من تسول له نفسه بقتل ديك لمجرد أنه يصيح فى الصباح.. وخوفًا من تكرار هذه الحوادث ضد الديوك يواصل صاحب الديك القتيل جهوده بإنشاء جمعية تعنى بـ«التراث الحسي» ولرصد الحوادث المماثلة وتعقب قتلة الديوك فى كل فرنسا!

الغريب.. أن هذه الحادثة التى راح ضحيتها الديك « مارسيل» لم تكن الأولى، فقد أوردت الصحف الفرنسية أنه فى عام 2019، كان هناك الديك «موريس» فى جزيرة أوليرون (غرب فرنسا) محط نزاع قضائى إثر اشتكاء جيران من صياحه فى الصباح.. وكان الحكم فى النهاية لصالح الديك الذى أجاز القضاء له بحقه فى مواصلة الصياح!

المدهش.. أن هذه القضية دفعت المجلس الوطنى الفرنسى إلى التصويت على مشروع قانون ينص على مفهوم «التراث الحسي» فى الريف.. ولا يزال المشروع تحت البحث والدراسة تمهيدًا لتقديمه لمجلس الشيوخ لإقراره نهائيًا.. ويكون للديوك الفرنسية حق شرعى دستورى وقانونى فى الصياح.. فى الصباح أو المساء أو حتى ظهرًا.. وفى أى وقت يحلو لها فهناك ديوك تحب الصياح تفاخرًا أم الدجاجات.. ولا عزاء لديوكنا!

[email protected]