رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

 

 

 

(أحترق كل يوم مائة مرة وأنا أشاهده يجلس بالساعات أمام هذا الجهاز الصغير الموبايل تاركًا كل شىء وعندما ينتبه إلى قدومى يخفيه داخل الكتاب مؤقتًا حتى أبتعد ولا أذكره بالجملة المعتادة «ذاكر أنت فى ثانوية عامة.. افتح كتاب أو حتى فيديو تعليمى..»

لا أعرف ماذا أفعل مع ابنى الوحيد بعد أن أدمن تلك اللعبة «بابجى» التى ربما تكون سببًا فى ضياع مستقبله التعليمى.. ألوم نفسى كثيرًا بأننى كنت سببًا فى هذا الوباء الإلكترونى بالضغط على زوجى لشراء موبايل حديث له مثل زملائه رغم أنه يمتلك موبايل منذ سنوات ولكنه لا يحمل تلك اللعبة «بابجى» التى يعشقها وكان يترك البيت بالساعات إلى زملائه ليلعبها معهم وهى لعبة إلكترونية كرتونية للحرب والفر والكر.. وبعد أن اشترينا له الموبايل أصبح لا يترك البيت وأسمع أصوات أصدقائه طوال اليوم من موبايله ليس للمذاكرة أو السمر وإنما للعب البابجى الملعون كأنهم من أفراد العائلة.. لقد زهد الطعام وترك الصلاة حتى يتفرغ للعبة ولا يتركها لحظات.. ولأننا من أسرة متوسطة الدخل زوجى يعمل طوال اليوم ولا يأتى إلا متأخرًا تاركًا لى تربيته بمفردى، وأنا مهما حاولت ادعاء القوة لا أستطيع السيطرة عليه أو الشكوى لزوجى الذى يأتى متأخرًا منهكًا يريد أن يرتاح.. تلك المأساة من اللعبة لا أعانى منها بمفردى بل معظم الأقارب والجيران يعانون من هذه اللعبة لانشغال أبنائهم بها وترك المذاكرة وانشغال أزواجهن بالجلوس أمام الموبايل بالساعات الطويلة للعب..).. «انتهت الرسالة».

الواقع أن التكنولوجيا برغم ما فيها من تميز التواصل بين الناس فإنها أحد أسباب قطع صلة الأرحام واختفاء الزيارات المنزلية اعتمادًا على التواصل الإلكترونى، وهى للأسف سبب لخراب البيوت وإنشاء علاقات عاطفية، وفشل الأبناء دراسيًا، ولا أخفى سرا إذا قلت إن السنوات الأخيرة شهدت تراجعًا فى تحصيل التعليم، ولم يعد النجاح دليلًا على التعلم وحسن التحصيل، حيث ينتقل الطالب من صف إلى آخر دون أن يتعلم شيئًا.. هذا هو جيل التابلت أو التعليم عن بعد الذى أتاح للطالب الاعتماد على الغش وترك المذاكرة والتحصيل الدراسى.. للدولة دور فى الحد من هذا التخريب لعقول الأطفال والشباب بمنع تلك اللعبة التى أسرت الشباب وخربت البيوت علاوة على الآثار النفسية التى تسببها وعقم التفكير والابتكار. ولابد من بديل لتلك الألعاب ذى طابع تعليمى وثقافى بعد أن ترك الجيل الكتب وزهد الورق تمامًا والتفت إلى الشاشات ولنبدأ باقتحامها بأفكار مفيدة لإنقاذ جيل أسير تلك الألعاب المدمرة.