رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

ليس بمناسبة مباراة الأهلى والزمالك، ولكن بمناسبة اغتيال العالم النووى الإيرانى فخرى زادة، الذى اتهمت طهران الموساد الإسرائيلى باغتياله فى قلب عاصمتها، وإن صح ذلك، وأعتقد أنه أقرب إلى الصحيح للسجل الإسرائيلى الأسود فى مسألة اغتيال علماء الذرة، ومصر اكتوت كثيرًا من هذه الأعمال الإسرائيلية القذرة باغتيال لا يقل عن 6 من نوابغ علمائها فى هذا المجال!

سياسات إسرائيل لا تحكمها الأخلاق.. لأنها سياسات عصابة لا سياسات دولة، ولذلك لا تتورع فى القيام بأفظع الجرائم مثل قتل الأطفال والنساء والشيوخ فى مقابل تحقيق مصالحها.. وهى لا «تتفاوض» على أى شيء يهدد وجودها ككيان مزروع فى هذه المنطقة.. ضربت ما يسمى المفاعل النووى العراقى فى عز جبروت صدام حسين ولم يهمها لا ردود أفعال دولية ولا الإدانات ولا الشجب.. ونفس الشيء لما ضربت مصنع فى السودان بدعوى أنه يصنع كيماويات، وكذلك ذهبت طائراتها إلى تونس لتفجير مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية بالصواريخ ولم يهمها من يقتل فى هذه الغارات من المدنيين.. وتفعل نفس الشيء الآن فى سوريا التى لا حول ولا قوة لها!

ولكن منهج الضرب أولًا ثم الجلوس للتفاوض ثانيًا، أعتقد وسيلة مهمة فى وقائع محددة.. صحيح هناك فروق كبيرة بين الدول فى تطبيق هذا المنهج.. فمثلًا مصر فى حرب أكتوبر 73 لم تجلس تتفاوض مع إسرائيل إلا بعد تحقيق نصر عظيم، وصحيح أيضاً أنها لم تضرب منطقة مدنية واحدة فى إسرائيل سواء خلال حرب الاستنزاف أو غيرها.. بينما إسرائيل خلال حرب الاستنزاف مع مصر قامت بتفجير مدرسة بحر البقر بأطفالها بالصواريخ.. ونفس الشيء أمريكا دمرت هيروشيما ونجازاكى بناسها وأطفالها فى اليابان بالقنابل الذرية لإنهاء الحرب العالمية الثانية لصالحها!

وصحيح مصر لا تصل إلى هذا المستوى وذلك لأنها دولة لها تاريخ عريق ليس كوجود فقط ولكن كحضارة.. ولكن تظل هناك ضرورة للضرب أولًا ثم التفاوض ثانيًا فى القضايا المصيرية التى لا تحتمل الزمن الطويل للتفاوض ولا تحتمل المماطلة والتسويف ومحاولات كسب الوقت للحصول على أكبر مكاسب ممكنة بدون وجه حق على حساب الطرف صاحب الحق الأصيل.. ولكن لابد من موقف حاسم وصارم لوضع نهاية للقضايا العالقة فى أسرع وأقصر وقت ممكن!

من الجميل أن تلعب لعبًا جميلًا ولكن الأجمل أن تكسب لأن التاريخ لا يتذكر ولا يذكر سوى المنتصر.. وسياسات الدول ليست واحدة وليس لها خط مستقيم واحد.. وسياسات الدول وقضاياها تحكمها مصالحها ولا تحكمها الحرص على علاقات الدول الأخرى.. الأخلاق لا مكان دائم لها سياسات الحفاظ على مقدرات الشعوب وحقوق الدول.. نعم هى مهمة ولكنها غير ملزمة.. وفى كثير من الأوقات يكون من المشروع عدم تطبيق الاحكام الأخلاقية فيما يهدد مصير الدول.. والدول التى تدعى أنها تلعب من أجل اللعب المشرف والنظيف لا من أجل المكسب ستظل دولة ملعوب فيها دائمًا!